تثبيت القلوب في ضوء الدرس القرآني
مسعد عامر سيدون المهري | Musaad Amer Saidoon Almahry
16/11/2023 القراءات: 1137
القرآن الكريم هو نور، وحياة الأبدان والقلوب، فيه حياة لمن أراد الحياة في النهوض والعزة والحضارة، فيه السكينة والوقار والطمأنينة وراحة النفس، فيه علم الأولين والآخرين، في العلوم التطبيقية والنظرية، في تاريخ الإنسان ، وتفسير الحضارة، فيه أخبار الآخرة وما أعده الله تعالى لأولياءه، وما أعده لأعدائه ، القرآن الكريم عالم بحد ذاته ، ما كتابة الكتّاب، ولا شعر الشعراء ولا إبداع المبدعين بشيء إليه ، القرآن الكريم هو الذي نشأت العلوم في فلكه، رقى بالعرب وبلغتهم، ثبّت قلوب المؤمنين في أصعب اللحظات وأفتكها بالنفس، يمسح المؤمن عن نفسه الدمع ليقرأ آية أو آيتين ، فيجد أمامه ابتلاء الانبياء والصالحين، فيصمد ويعلم أنها مسألة حياة، وأن الآخرة هي الحياة الكبرى ، فيجاهد نفسه وعدوه ويثبت على الحق، فعلا إنه مائدة الله فلنقبل عليها حفظا وتلاوة ، بل وهو آيات في صدور الذين أوتوا العلم ..الحديث عن القرآن وقصصه حديث لا يمل، والكتابه عنه لا تنتهي لأنه كلام ولو كان المداد من سبعة أبحر ولو كانت الورق من شجر الدنيا ما نفذت كلمات الله .. فسبحان من جعل كلامه حجة .. في موقف صعب يواجه إبراهيم عليه السلام أعتى قوة على وجه الارض، يدعي كبيرها أنه الرب، لكن بالحجة الساطعة والبرهان المقنع ينتصر إبراهيم ، فيبهت الذي كفر كأنه أخرس لا ينطق بعد تبجحه بأحياء الموتى ، وبعد تعطله عن المجاراة في التحكم بظاهرة الشروق والغروب ، ويواجه ابراهيم طبقات المجتمع بالبرهان ذاته لكنه متدرجا معهم في حججه حين نظر إلى السماء وقال هذا ربي هذا أكبر .. لكن ابراهيم عليه السلام بحججه وبرهاينه لا يريد سوى أن تصل الرسالة بقبول تام في القلوب، واختراق تام للعقول ونسف ما بنته حولها من أوهام ، ففي يوم زينة يجهز على الآلهة ويعلق الفاس بعنق كبيرهم .. وحين عاد القوم اذغهب عقولَهم ما رأوا، فهتفوا في جنون من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الضالين، قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم .. هنا واجههم وأشار إلى كبيرهم فقال: (بل فعله كبيرهم فسألوهم إن كانوا ينطقون ، فرجعوا إلى أنفسهم) حين خلخلت الحجة الدامغة تلك الحجج الواهية في عقولهم .. وكشأن كفار قريش حين أعجزهم القران فعدلوا من اللسان إلى السنان، عدل قوم ابراهيم عليه السلام من الحجج العقلية إلى القوة المادية الحارقة علها أن تدمر ما تبقى من وعي فكري وعقيدة ثابتة، ناسين أو متناسين أن الله تعالى مؤيد عبيده الصادقين وناصر أولياءه المجاهدين، فقلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ..
القران ، الثبات، دروس الحياة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع