الغيث المنسجم مِن شعر العام المنصرم (1)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
01/02/2025 القراءات: 99
جرى على اللسان في العام (2024م) ما جرى من الشعر، وقد نشرتُ قسمًا منه في سلسلة (رؤوس أقلام)، وهذا ما بقي ممّا لم يُنشر هناك، إلا أبياتًا قليلة فيها خصوصية:
***
-كتبتُ إلى الدكتور منشد بن فالح بن وادي الشمّري -وهو من أصحابي في بغداد-:
يا "منشدَ" القوم أين النايُ والوترُ... وأين مجلسُ ودٍّ زانَه السَّمرُ؟
يمرُّ عامٌ وعامٌ دونما خبرٍ... يا منشدَ الأمس أين الخُبْرُ والخَبَرُ؟
الاثنين (19) مِنْ جُمادى الآخرة (1445) = (1 / 1 / 2024م).
-فقال يذكرُ سفرنا من العراق وعدم اللقاء:
ولهى تئنُّ وفي أنّاتها وطرُ... نوازع الشوق والآهات والوترُ
ايهٍ على وجهك الوضاء يا قمرُ... وجه منير نماه النأيُ والسفرُ
عام وعام وذكراكم يؤججها... شوقٌ ومعترك الآمال والصورُ
وخطرة خطرتْ كأنها استجرت... جروا على خاطري كأنهم حضروا
مروا سراعًا على الأيام وارتحلوا... يا ويل قلبٍ به أطلالهم هجروا
صبرًا وصبرًا فلي في بعدهم أرقٌ... وقلبُ محتشم بالنار يستعرُ
مروا سراعًا وبالأهداب باقية... تلك المناظر في طياتها دررُ
***
-كتب إليَّ الأخ الكريم الشيخ د. محمد فاتح قايا: خديجة [ابنته] مشتكية فادعوا لها بالشفاء العاجل لطفًا 🌹.
-فقلتُ وأرسلتُها إليه:
اشفِ إلهي بنتَنا خديجهْ... واجعلْ بها حياتَنا بهيجهْ
أقرِرْ بها يا ربنا العيونا... وكُنْ لها في عُـمْرها معينا
عجِّلْ لها يا ربنا الشفاءَ... واصرفْ بجاهِ أحمدَ الأدواءَ
وامننْ عليها ربَّنا بالعافيهْ... بنظرةٍ منكَ إلهي شافيهْ
وفرِّح القلوبَ بالعطاءِ... والسعدِ والسُّرورِ والهناءِ
أنتَ الإلهُ البارئُ الخلاقُ... أنتَ الرحيمُ الواهبُ الرزاقُ
وقد دعوناكَ وفي القلوبِ... قد رَسَخَ الرجاءُ بالمطلوبِ
فحقِّقِ الظنونَ يا جوادُ... فإنْ تشأ تَبادَرَ المُرادُ
يا ربَّنا يا ربَّنا يا ربَّنا... أنتَ لنا الذُّخرُ فأسعفْ بنتَنا
وصلِّ يا ربِّ على المختارِ... وآلهِ وصحبهِ الأخيارِ
الأحد (25) مِنْ جُمادى الآخرة (1445) = (7 / 1 / 2024م).
***
-يَذكر د. محمد خالد كُلاب المحبين كثيرًا، فقلتُ له:
كم تكثر النقلَ عنهم؟ ... وأنتَ فيهم ومنهم
إذا رويتَ فعنهم ... وإنْ نقلتَ فعنهم
-فأرسل: مِنَ المعاني المطيّرة للنوم:
وإن بعُدَتْ منازلُهم... فهُم لجوانِحي آلُ!
-فقلتُ:
وهم مالٌ لمن أمسى... له حالٌ، ولا مالُ
-وأرسل: "الأسوأ مِن أن تُصاب بأمر جلَل، هو أن تمتنع من الحديث عنه، والإشارة إليه، أو حتى التلميحِ تجاهه، فما أثقل حزنًا لا تستطيع بكاءه!".
-فقلتُ:
ما أثقل الحزنَ الذي ... لا تستطيع بكاءهُ
تبقى أسيرَ همومهِ ... ماذا يكون وراءهُ!
***
-شطرتُ يوم الاثنين 30 من شعبان 1445 = 11 /3/ 2024م بيتين نشرهما أ.د. الشيخ محمد الروكي -وهما مِن قوله-، قلت:
(تبارك الله مِن شهر يحل بنا)... ضيف كريم أثير عند أهليهِ
وكيف لا وهْوَ شهر لا نظير له... (النور يغشاه محفوفًا بما فيهِ)
(فيه المحبة والأسرار قد نبعتْ)... فيه المكارمُ في شتى مناحيهِ
انظرْ إلى وَهْجها بالخير قد طلعتْ... (مِن يومه واستقرتْ في لياليهِ)
***
-وزرت يوم الاثنين 7 من رمضان 1445 = 18/3/2024م (دار الحديث الحسنية) في الرباط، مشاركًا في ندوة علمية، وقلتُ في مقدمة كلامي:
وفي دار الحديث جليلُ علمٍ... ففي أقسامِها نورُ الحديثِ
نرى فيها وجوهًا ناضراتٍ... تذكِّرُ بالقديمِ وبالحديثِ
***
-وقلتُ حاضًّا على تعجيل تنفيذ الوعود:
أسعفْ بجودِك وامنح المأمولا... الحالُ يحكي إنْ رأيتَ سؤولا
وإذا وعدتَّ فعجِّل المَسؤولا... لا تترك القلبَ اللهيفَ عليلا
إنَّ الكريم إذا أتى ذو حاجةٍ... لبّى ولم يُمهلْ له ليَقولا
قد جاء مَنْ يرجو نَداكَ عَجولا... بالله كنْ بالمَكرُمات عَجولا
***
-وقلتُ يوم الخميس (22) مِنْ ذي القعدة (1445) = (30/ 5 / 2024م) على لسان صديقٍ في ابنةٍ له عزيزةٍ عليه، أهدى لها وردًا في تخرُّجها:
(دان) بكل وردةٍ حقيقهْ... فإنها المؤنسةُ الصديقهْ
حبي لها ليس له حدودُ... فوجهُها بأنسنا يجودُ
تملأ بيتنا بكلِّ فرحهْ... بقولِها وجدّها والمزحهْ
وهذه هديةُ يسيرهْ... تُهدى إلى حبيبتي الأميرهْ
مباركٌ يا دان بالتخرجِ... وبعده الآمال لا شك تَجي
رجاؤنا بالله ذي الجلالِ... فقد تعوَّدنا على الإفضالِ
والحمد لله على الإنعامِ... في مبدأ الأمر وفي الختامِ
***
-وقلتُ مساء يوم الأحد (10) مِنْ ذي الحجة (1445) = (16/ 6 / 2024م).
يسألني كم مَرّ مِنْ عيدٍ... وأنت في بُعدٍ عن الأهلِ
(تسعون عيدًا) كان ردّي له... والحمدُ لله على كلّ
أي (على كل حال).
فقال د. عماد ملكاوي -سلمه الله وزاده فضلًا-:
حياتنا تمضي وفي مَرِّها... نروحُ مِن شغلٍ إلى شغلِ
فالله خيرٌ حافظًا عبدَه ... فقل له يا جامع الشملِ
***
-أرسل د. فيصل الحفيان رسالة أنه في "الشارقة"، فرحبتُ به وقلتُ:
أهلًا وسهلًا وهذا بعضُ ما يجبُ... وكم تُباهي بحمصٍ أختُها حلبُ
***
-ذكرتُ للأخ الدكتور وليد فائق الحسيني ضياع "مخطوطٍ"، فقال:
يا دمعةَ العين.
فأكملتُه قائلًا: هلِّي... على التراث الأجلِّ
فقال: وقبلَ صفْحاتِ خدِّي... صفْحات قلبي فبِلّي
***
-قلتُ يوم الجمعة (5) مِن صفر (1446) = (9/ 8 / 2024م) شاكرًا الأخ الصديق الودود محمد تميم الجركس وكنا في نُزُلٍ على "البسفور":
جاد الزمانُ بألطفِ الإنعامِ ... ومحا المكانُ ضراوة الآلامِ
والشكرُ للرحمن جل جلالُه ... فلقد حبانا بالغ الإكرامِ
هذي المناظرُ للقلوب مناظرٌ ... تجلو قتامَ الهمِّ والأسقامِ
شكرا أبا "جُوريْ" فقد أمتعتَنا ... ولك الدعاءُ بسائر الأيامِ
***
-نشرتُ صورتي على جسر نهر كامبرديج، فبعث الأخُ الكريم رشيد الكفري هذا البيت:
وقل يا نهرُ هل هاجتك ذكرى؟ ... شجتْ قلبي وهيجتَ الغراما
فقلتُ:
لقد هيجتَ في قلبي شجونًا ... فذاب القلبُ حبًّا واضطراما
***
شعر. مطارحات. يوميات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع