مدونة عبير علي الدسوقي ابراهيم سالم


رؤية مستقبلية للتصميم التطبيقي ودوره في تحسين جودة الحياة - الجزء الرابع

د . عبير علي الدسوقي إبراهيم سالم | Dr. Abir Salem


08/08/2021 القراءات: 3221  


استكمالاً للأجزاء السايقة من هذه المقالة، يأتي الجزء الرابع بعنوان: الإطار النظري لمفهوم جودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي
يعتبر البحث العلمي هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله تفعيل دور التخصصات النظرية والتطبيقية المختلفة لخدمة مجال جودة الحياة باعتباره متطلب عصري تسعي إليه المجتمعات المتقدمة الآن. ولأن مجال جودة الحياة متعدد الجوانب والأبعاد، فإن ذلك يتطلب وضع أساس نظري محدد لكل تخصص علي حدة يمكن من خلاله إيجاد مداخل لتحسين جودة الحياة علي المستوي الذاتي والموضوعي من وجه نظر وطبيعة كل تخصص، ووضع رؤي مسقبلية للدور الذي يمكن أن يقدمه كل تخصص في هذا المجال.
ويمكن تحديد أبعاد هذا الأساس النظري في مجموعة من المحاور الأساسية وهي كالتالي:
1- دراسة المنظور العام لمفهوم جودة الحياة بشكل عام.
2- تحديد مدخل لجودة الحياة بما يتلاءم مع طبيعية كل تخصص.
3- وضع تعريف إجرائي لمفهوم جودة الحياة في مجال التخصص.
4- التركيز علي الأبعاد السيكولوجية لمفهوم جودة الحياة خاصة في التخصصات التي ستركز علي تحسين جودة الحياة علي المستوي الإنساني (علي مستوي الأفراد)، كمجال الطب، وعلم النفس، وعلم الاجتماع علي سبيل المثال لا الحصر.
5- وضع محددات لجودة الحياة في مجال التخصص، بما يسهم في تحسينها وتحقيقها.
6- قياس جودة الحياة ووضع آلية لتطبيق طرق القياس بما يتناسب مع طبيعة كل تخصص.
7- وأخيراً وضع رؤية مستقبلية لكل تخصص في مجال جودة الحياة.

وبناءاً علي المحاور السابقة، يمكن لمجال البحث العلمي من خلال الباحثين في مختلف التخصصات المضي قدماً نحو تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمع، وخاصة مجال التصميم التطبيقي باعتباره مجال تخصصي دقيق ومن أكثر المجالات التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة الحياة علي المستوي الذاتي للأفراد، والجانب الموضوعي للشكل العام للحياة، وذلك من خلال المنتجات التطبيقية المختلفة التي تشعر أفراد المجتمع بالرضا عن حياتهم، وشعورهم بالرفاهية وهي من المفاهيم الأساسية لجودة الحياة.
ويمكننا توضيح الإطار النظري لجودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي من خلال تطبيق الأبعاد السابقة كما يلي:

أولاً: مدخل لجودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي
أوضحت المفاهيم والتعريفات الخاصة بجودة الحياة أن برامج الخدمات المقدمة للأفراد تعتبر أحد الجوانب الحياتية التي يؤدي إدركها والرضا عنها من قبل الأفراد إلي تحقق مفهوم جودة الحياة، وبالتالي يمكن الاعتماد علي المبدأ السابق في إيجاد مدخل لمفهوم جودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي، وذلك باعتبار منتجات التصميم التطبيقي نوع من أنواع الخدمات المقدمة للأفراد، حيث يمكن القول بأن: "إدراك مستوي ونوعية المنتجات التصميمية المختلفة والتي يتم تقديمها للمستهلكين باعتبارها خدمات تهدف لإشباع احتياجاتهم وحل بعض المشكلات الخاصة بهم، وكذلك الرضا عنها من قبل الأفراد، يؤدي إلي تحقق مفهوم جودة الحياة من خلال التصميم التطبيقي".

ثانياً: مفهوم جودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي
من خلال دراسة العديد من المفاهيم ووجهات النظر المختلفة لجودة الحياة، تبين وجود بعض المفاهيم التي تم الاعتماد عليها وتطبيقها في التوصل للتعريف الإجرائي التالي لمفهوم جودة الحياة في مجال التصميم التطبيقي والتي يمكن القول بأنها: "قدرة منتجات التصميم التطبيقي باختلاف مجالاته علي إحداث تأثيرات إيجابية علي الأفراد (المستهلكين) ناتجة عن تحقيق الإشباع المعنوي والمادي والمعرفي المرتبط بالمشكلات التي تعالجها هذه المنتجات والتي يتم تناولها من خلال حلول واقتراحات التصميم المختلفة والتي ينتج عنها أيضاً رفع المستوي الثقافي للمتلقين (المستهلكين) ومستوي الإدراك لنوعية وجودة ورقي هذه المنتجات وكذلك الخدمات المقدمة من خلالها والرضا عنها من قبل الأفراد". كما يمكن اعتبار الأثر الإيجابي الذي تحدثه منتجات التصميم التطبيقي المختلفة للأفراد والمعبر عن الفعالية الإشباعية للسلوك في الاتجاه الصحيح، هو معيار لمدي مساهمتها في تحقيق وتحسين ودعم جودة الحياة.


التصميم design ، جودة الحياة Quality of Life ، التصميم التطبيقي Applied Design


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع

مواضيع لنفس المؤلف


مواضيع ذات صلة