مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي
أحكام العيد وسُننه في ظلّ تفشّي وباء كورونا (2)
الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab
23/05/2020 القراءات: 2129
سُنَنُ وآدَابُ عِيْدِ الفِطْرِ:
1- الاغتسال؛ لما صحّ عن ابن عمر موقوفًا أنّه كان «يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى» رواه مالك. ونقل النّوويّ في المجموع اتّفاق الفقهاء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد.
2- التّزيّن ولبس أجمل الثّياب؛ إعلانًا للفرح والبهجة والسّرور، وإظهارًا لنعم الله في هذا اليوم العظيم. فقد ثبت في البخاري أنّ عُمَرَ أَخَذَ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوُفُودِ. فأقرّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عمر على التّجمّل للعيد، لكنّه أنكر عليه شراء هذه الجبّة؛ لأنها من حرير. وروى البيهقيّ بسند صحيح "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَلْبَسُ فِي الْعِيدَيْنِ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ".
3- أكل تمرات وترًا؛ لما ثبت عند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا».
4- التّكبير؛ لقوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)) سورة البقرة. ومن صيغ التّكبير المشروعة: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) .و (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). و (الله أكبر الله أكبر كبيرًا). و (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا). وهو سُنّة عند جمهور أهل العلم، يجهر به الرّجال، وتسرّ به النّساء. ويبدأ من غروب الشّمس ليلة العيد، وينتهي عند الشّروع بصلاة العيد.
5- التّهنئة: وهي من الآداب ومكارم الأخلاق الّتي ينبغي أن يتبادلها النّاس فيما بينهم، كتقبّل الله منّا ومنك. والتّهنئة كانت معروفة عند الصّحابة؛ فعن جُبَير بن نفير قال: كان أصحاب النّبيّ - صلّى اللهُ عليه وسلَّم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منّا ومنك. رواه البيهقي، وصحّحه الألبانيّ. وإن تعسّر اللّقاءُ في ظلّ انتشار وباء كورونا؛ فقد أنعم الله -تعالى- علينا بوسائل التّواصل الاجتماعي، وأصبح أغلب النّاس يستخدمونها، ويتواصلون عن طريقها بيسر وسهولة، فتكون هي البديلة عن لقاء الأقارب، وصلة الأرحام، وزيارة الأصدقاء. فحقيق علينا وجدير بنا أن نتبادل التّهاني عن طريق هذه الوسائل، وأن نهنّئ أقاربنا وأصدقاءنا بالعيد.
نسأل الله أن يتقبّل منّا صالح الأعمال، وأن يعيد علينا هذه الأيّام باليُمن والخير والبركة.
العيد، أحكام، سنن، كورونا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة