الأخلاقيات المهنية للمعلم وطرائق التدريس


موضوعية الاستنساخ بين العلم الشرعي والتجريبي

أ.د. ابكر عبدالبنات آدم إبراهيم | Prof. Dr. Abaker Abdelbanat Adam


20/12/2021 القراءات: 2759  


أجمع بعض المؤرخين والمختصين في مختلف الدراسات الإنسانية على أن مفهوم تطور المجتمع الإنساني المعاصر يقع تحت قيادة الحضارة الغربية، وعلى الرغم من تقدم الغرب من الناحية العلمية والتكنولوجية ألا أن القيم الاجتماعية لا زالت تعيش في مفترق الطرق. فساءت القيم الاخلاقية وعلاقات التواصل بين الدول، فتفشت الأمراض النفسية والروحية، كما فشل في الربط بين قيم الإيمان وقيم العلم والعمل في تصحيح الانحراف الديني الذي ساد المجتمع بعصرها. ومن هنا تبلورت فكرة الاهتمام بقضية تأصيل المعرفة العلمية في كافة جوانبها الروحية والمادية.رغم عدم وجود تشريعات منظمة لهذا العمل في كثير من بلدان العالم حتى يتيح الفرصة للباحثين الخوض في هذا المجال دون رقابة، والحق أن القضية تمثل أحد الشواغل العالمية،علماً بأن الأمر يتعلق بالاستنساخ التوالدي وغير التوالدي الذي هو محور الخلاف بين العلماء.
وقد أهتم البحث بقضية الاستنساخ كأحد القضايا الانسانية الأساسية التي باتت تؤرق سمع الباحثين والدارسين والعلماء والفلاسفة، ومدى مواءمتها مع الشعائر الإعتقادية والدينية التي لا تخرج عن سياق الشرع، وهل هى من قضايا الإيمان والعلم الحديث ؟ أم هى من الخرافات والأوهام والأساطير كما تدعي الأديان التقليدية أو المحلية ؟. إن قضية الاستنساخ من القضايا الوليدة التي تمت مناقشاتها في كثير من المنابر العلمية بعد التقدم العلمي الذي تناول العلاقة بين العلوم الشرعية والتجريبية من حيث العوالم الممكنة وغير الممكنة، ومن حيث صدق المعلومة ونفيها والاتفاق والتعارض. وعلى الرغم من الاختلاف بين العلم الشرعي الذي يثبت حقيقة الخلق والنشأة بأدلة قطعية الدلالة ، والعلم التجريبي الذي يفسير الظواهر الطبيعية بالعقل أو بالتجربة الحسية، إلا أن هنالك حالة من الانفصام جعلت الدارسين يعيشون في كثير من الاحيان حالة نفسية مضطربة. فأصبح لزاماً عليهم أن يعيدوا النظر بين المنهجين الشرعي والتجريبي لتأسيس قاعدة من الاحكام المقارنة وربطها بالقيم الاخلاقية والروحية وتنقيتها من النظرة المادية الالحادية. كما يهدف البحث الى تقوية قواعد ومدارك الإيمان من خلال استخدام الوسائل المعاصرة التي تتحدث عن الجينات الوراثية وأثرها على الطبيعة البشرية، والتي لا يمكن تحقيق ذلك الهدف إلا بالدراسة المتأنية لكافة الوسائل والاساليب العلمية الحديثة ومقارنتها بالأدلة النقلية والعقلية التي تبين علاقة الخالق بالمخلوق حتى نستطيع الرد على الشبهات التي تحاك بالشريعة الإسلامية.
فإذا تأملنا في خصوصية الرسالة الاسلامية نجد أن معجزة القرآن الكريم من حيث الاسلوب البياني والبلاغي والتشريعي والعلمي، ضمنت للانسانية معارف لم تكن تعرفها.فعندما حاول بعض العلماء دراسة الآيات القرآنية التي تتحدث عن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم ، أدركوا أن هنالك من العلوم ما لايستطيع الانسان معرفتها إلا حيناً من الدهر لقوله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } وقوله تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } وقوله تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } وقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } .
ولأهمية الظاهرة في حياة الإنسان تركزت الدراسة على ثلاثة مسائل رئيسية: هل يتعارض الاستنساخ مع الشريعة الإسلامية ؟ وما هي العواقب المترتبة على إجراء عملية الاستنساخ ؟ وفي أي مرحلة يعتبر الجنين كائناً حياً ؟.


الاستنساخ- الشريعة الاسلامية- القانون الالهي- الأديان السماوية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع