مدونة الدكتور طه حماد مخلف الجنابي


آداب مناقشة الرسائل الجامعية

الاستاذ الدكتور طه حماد مخلف الجنابي | TAHA HAMMAD MUKHLIF AL-JANABI


09/10/2020 القراءات: 1700  


كثيرا ما يشارك أحدنا في مناقشة رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه في جامعاتنا وكلياتنا سواء بالعضوية أو بالحضور الشخصي .
الا أن ما يلفت الانتباه هو خروج أحد أعضاء لجنة المناقشة عن الأعراف والتقاليد الجامعية في مناقشة الطالب.
ففي الوقت الذي يكون فيه الباحث أحوج ما يكون إلى الرأفة والرحمة والشفقة أو للعدل والإنصاف على الأقل ، نجد أن بعض المناقشين قد يتطاول عليه بالكلام أو اتهامه بالفشل أو أن رسالته لا تساوي شيئا وغير ذلك من الألفاظ القاسية.
ويزداد الأمر تعقيدا عندما توجه هذه الكلمات إلى الباحث بحضور أهله وذويه وأقاربه أو أصدقائه في الدراسة .
وفي اعتقادي أن هذا الأمر يعود إلى نفسية الأستاذ المناقش والذي تؤثر فيه عوامل كثيرة كالتكبر وحب التسلط على الآخرين أو ممارسة التنمر عليهم ، أو وجود خلاف شخصي بين المناقش والمشرف أو بين المناقش والطلاب الى غير ذلك من الأسباب.
ولا بد لنا أن نقول في مثل هذا المقام أن عضو لجنة المناقشة هو في مقام المربي والمعلم فما يعطيه للباحث في فترة المناقشة له سينعكس سلبا أو إيجابا على نفسية الباحث ، فإما أن يندفع بقوة في ميدان البحث العلمي بما يخدم المجتمع أو يتقهقر إلى الوراء ليكون إنسانا سلبيا ليس فيه نفع أو فخر لأمته ومجتمعه.
وأخيرا نذكر بوصية رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فيما يرويه الشّيخان في صحيحيهما من حديث أمِّنا عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ الله رفيق يُحبّ الرّفق، ويعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه "
ومارواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ الرِّفق لا يكون في شيء إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه”.
رزقنا الله تعالى الرفق والحكمة في الأمور كلها .


آداب، المناقشات، الجامعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع