ما ورد عن السلف في تعليم الصبيان القرآن
د شريف عبد العليم محمود | shareef abdelaleem mahmoud
23/07/2021 القراءات: 9604
ما ورد عن السلف في تعليم الصبيان القرآن
أخرج الإمام البخاري بسنده عـن سعيد بن جبير قال : إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم( ) . قال : وقال ابن عباس : توفي رسول الله وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم
وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الأثر بقوله : (باب تعليم الصبيان القرآن ) .
يقول الإمام ابن حجر : " كأنه أشار إلى الرد على من كره ذلك .
وأخـرج الإمام البخاري بسنده عن عمرو بن سلمة قال : ... لم يكن أحد أكثر قـرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان ، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين ، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني ، فقالت امرأة من الحي : ألا تغطون عنا إست قارئكم ؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصًا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص
قال ابن المنير : " لو استشهد ـ أي البخاري ـ بمثل ' غطّوا است قارئكم ' ، وكان طفلاً لم يلتزم ستر عورته بعد ، لكان أقعد بتعليم الصبيان"
قال الإمام ابن كثير : " تعليم القرآن في الصبا ، قد يكون مستحبًا أو واجبًا ؛ لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهو يعرف ما يصلى به ، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرًا وأشد علوقًا بخاطره ، وأرسخ وأثبت كما هو المعهود من حال الناس"
ويقول الإمام السيوطي : " تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام فينشأون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال"
وقال ابن خلدون رحمه الله : " اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهالي الملة ، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده بسبب آيات القرآن ومتون الأحاديث ، وصار القرآن أصل التعليم الذي يبنى عليه ما يحصل بعد من الملكات ، وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخا وهو أصل لما بعده ؛ لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال من ينبني عليه "
وقال العلامة الفقيه ابن أبي زيد القيرواني ـ رحمه الله ـ في شأن تعليم الأطفال ، وترسيخ المعاني الفاضلة وأثرها في نفوسهم بدءًا بالقرآن الكريم العظيم : " اعلم أن خير القلوب أوعاها للخير ، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه ، وأولى ما عني به الناصحون ، ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ؛ ليرسخ فيها ، وتنبيههم على معالم الديانة ، وحدود الشريعة ليراضوا عليها ، وما عليه أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم"
وقد كان السلف من أشد الناس حرصًا على التعليم في الصغر ؛ لأن التعليم في الصغر أدعى للحفظ والفهم والإتقان
يقول الإمام الشافعي : "حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين , وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر"
وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : " تعلموا العلم فإنكم إن تكونوا صغار قومٍ تكونوا كبارهم غداً
وكان من شروطهم في طلب العلم تعلُّم القرآن وحفظه .
ويدل على هذا قول الوليد بن مسلم : كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثًا ، قال : يا غلام قرأت القرآن ؟ فإن قال : نعم ، قال : اقرأ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ...( ) وإن قال : لا ، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم"
ولتعليم الصبيان القرآن الكريم في الصغر فوائد جمة منها :
1 ـ أنه يربط قـلب الصغير بالقرآن ويحببه فيه ، وبهذا يتخلق الولد بالقرآن ويتأدب بآدابه .
2 ـ يربي عقله وينميه ، ويوسع مداركه ويصقلها ، ويدفعه إلى التفكير السديد .
2 ـ يتربى الصغير على معاني القرآن الحقيقية , وليس فقط تجويده وإقامة حروفه .
3 ـ ينمي مواهب الصغير ويصقلها ، ويزيد من مهاراته وقدراته .
4 ـ يقويم لسانه على النطق السديد ، ويبعده عن الخطأ واللحن في الكلام .
5 ـ يزيد إيمانه ويكسب قلبه خشيةً وخشوعًا لله .
والله أعلم
الصبيان القرآن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع