مدونة د. ميثاق صادق محمود هزاع المليكي


مَزاميرُ تجديد الفكر الإسلامي "ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب"

د.ميثاق صادق المليكي | Dr.Methaq sadeq Almuliki


07/08/2022 القراءات: 2557  


معلوم أن كلمة مزامير جمع لكلمة "مزمار" فهو يطلق على القصبة الهوائية المفتوحة الطرفين وتحتوي على ستة ثقوب، فكذلك مزامير تجديد الفكر حاليا مثل قصبة المزمار ينفخ فيها فتعطي صوتا حساسا لكن أصله محرم "ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب".
وفي الحقيقة التي لا ينكرها مسلم لقد كثر المزامير المشبوهة اللواتي تدعو إلى تجديد الفكر الإسلامي، وخاصة في هذه السنوات التي كثر فيهن الحروب والقتل والدمار، وبالأخص في الدول الإسلامية.
والناظر لما آلت إليه هذه الدول يجد الناظر بكل وضوح أن السبب الرئيسي لما حصل هو التحديثات والتجديدات التي تدعو لها مزامير الفكر الإسلامي، وتعمل على نشرها في أوساط المجتمعات المسلمة، كالبحث عن الحرية والعمل على إغلاق العديد من التشريعات.
فعن أي فكر تتحدثوا بتجديده وإعادة صياغته! وقد أتمه الله تعالى على نبيه قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]
عن أي فكر تتكلموا وقد ترك صلى الله عليه وسلم السنة لنا بيضاء (قد تركتكم المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد).
فهل يحق لهؤلاء أن يعاتبوا الصحابة والتابعين وتابع التابعين والفقهاء بذريعة ما قالوه تحت حجة تجديد الخطاب الإسلامي وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم (خيرُ القرونِ قرْني ثمَّ الَّذين يلونَهم ثمَّ الَّذين يلونَهم) صحيح.
إن نغمة التعايش مع الأخرين لا يحتاج إلى تجديد الخطاب ولا تجديد الفكر الإسلامي، بل يحتاج إلى فكر واعي لمقاصد الشريعة وفقه التحولات كما فهمها الصحابة والتابعين.
إن كل المؤشرات التي تظهر من هذه المزامير هو تحطيم الإسلام من الداخل بأيادي مسلمة تخدم الشيطان والكافر، والدجال.
فلو نظرنا إلى منهجية مزامير الفكر المعاصر لما وجدنا واحدا منهم يتجرأ أو يتحدث أو يعترض في كتاباته وبحوثه عن الأفكار التي تنشرها اليهودية كونها تشوه اليهودية وعلى اليهود البراءة منهن وتصحيح الخطاب.
الزعيم الروحي لحزب شاس لليهود الشرقيين "عوفاديا يوسف الحاخام" عُرفَ بعدائه ومواقفه المتشددة نحو الفلسطينيين والعرب يقول في بعض الفضائيات الإسرائيلية: {إن اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو حشرة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الحشرة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث}
ثم عاد الحاخام وظهر على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأعاد كلامه مع تأصيله من وجهة النظر اليهودية، زاعما أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود: "إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك، ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم.
وهناك يهودي أخر اسمه " إسحاق شابيرا " أصدر كتاب " توراة الملك " ودعا خلاله إلى قتل حتى الأطفال الرضع من العرب لأنهم يشكلون خطراً على إسرائيل.
فلماذا لا تتوجه أقلام وبحوث هؤلاء المزامير وتقف ضد هذه الأفكار التي ينشرونها وتعمل على جلب المفاسد والدمار للإسلام والمسلمين؟؟
أم أن الإسلام هو فقط الذي يجب أن يجدد وتعاد صياغته!! أم أن الشيطان يُلْصِق اللسان بالحنك الأعلى.
فلم يتجرأ أو يتطرق أحد ولو همسا بان القس " لاس كاساس " كان أكبر النَخّاسين فى عصره، وهو الذي كان يقلحديث عن تجديد الفكر اليهودي ويظهرون مهاراتهم فقط في تجديد الخطاب الإسلامي!!
والأعجب من ذلك كلمة إرهاب تجدها كلمة تدور على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية وغيرها بين المسلمين وتطلق على المسلمين ولم نسمع مزامير الفكر وأقلامهم يحدوا شفرتهم ويقطعون كلمة إرهاب عن الإسلام والمسلمين.
كم من جرائم أرتكبها الأوربيون باسم الرب في حروب الفرنجة، وفي الاستعمار الأوربي فهل هذه الأعمال تشوه صورة المسيحية؟
هل قال مصححي الفكر الإسلامي إن دينهم دين إرهاب؟ أم أن كملة إرهاب صارت ماركة مسجلة باسمنا فقط ود تُجار الرقيق الذين قاموا بخطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد، وكان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس.
بل ماذا عن الجرائم التي نسمع بها ويرتكبها الطلاب في المدارس الأمريكية؟ يقوم الطالب بقتل العشرات من زملائه الطلاب بدم بارد. هل هذا إرهاب؟
فلو كان القاتل مسلما لقامت الدنيا بأكملها بالحديث عن الإرهاب في جميع القنوات العربية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نعم، هم يزعمون أن الإسلام أنتشر بحد السيف، وهي في الأساس تهمة وقد نفاها الكثير من المنصفون من المستشرقون مثل "غوستاف لوبون، وويل ديورنت".
أيها المزامير:
ألم تعلموا أن المسيحية انتشرت بالقتل الجماعي باسم الرب!!
ألم تعلموا أن عدد سكان المكسيك أنخفض من 30 مليون إلى 3 مليون خلال 20 عام فقط ولم يتجرأ أحد بالقول إن هذا يشوه المسيحية! ولم يستطيع أحد أن يصفهم بالإرهاب.
بل العجيب أنه عندما يُسمع عن فقر أو فاقه في بلاد المسلمين تظهر المزامير وأصحاب تجديد الفكر يتحدثون بأن من أوصل الناس لهذا الفقر هو التراث الإسلامي ويبدؤون بالتجديد والنقد وسب العلماء والأئمة ثم المطالبة بإلغاء بعض الشعائر الإسلامية.
أليست الحرب الصليبية التي قادها بوش لغزو العراق إرهابا وتشويه للمسيحية؟!! وكانت نتيجتها أربعة ملايين ضحية، وما زال الشعب العراقي يعاني الويلات إلى الآن فقر وتشرد.
بل توجهت الأقلام إلى محاكمة الإسلام لأنه منع المثليين من ممارسة الدعارة!!
إن المستهدف من ذلك كله هو الإسلام بقيمه الثابتة ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.


المزامير / التجديد / الفكر الإسلامي / الرحمة / العذاب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع