مدخل إلى إدارة الذات والحياة
م.نوره الخضير | Noura alkhader
29/04/2024 القراءات: 801
تثبت الحياة يوماُ بعد يوم أننا قد نكون محاطين بإداريين من الطراز الرفيع لم يدخلوا الأكاديميات العلمية، ولم يخضعوا لدورات تدريبية. أداروا الأزمات وأنقذوا الكثير من السفن التي كانت على حافة الغرق، لكنهم لم يوثقوا في الكتب، وأحياناً لم يلاحظ إدارتهم المبدعة إلا المقربين منهم. فالإدارة لم تكن اختراعاً جديداً ولا ظاهرة غير مألوفة، وإنما هي موجودة في شخصيات البشر بأساليب مختلفة، لكن وصفتها التعاريف وصنفت أنواعها المراجع، وأصبحت تدرس كعلم يسعى لاكتسابه كل من يدفعه الطموح لأن يكون من المشتغلين فيها. ولا شك في أن نشوء علم الإدارة كان له عظيم الأثر، في تغيير آلية التفكير عند الكثيرين. فعلماء الإدارة الكبار أمثال Peter Drucker، Frederick Taylor، ،Elton Mayo، أسسوا لعلم غيّر طريقة التفكير تجاه استثمار الموارد المادية والبشرية في المؤسسات والشركات وحتى الدول. لكن وإن كانت علوم الإدارة وتدريب الأفراد على تطبيقاتها العملية، تحدث تغييراً في طريقة التفكير والتعاطي مع الكثير من المسائل. إلا أن التغيير كان بنسب مختلفة، تتحكم بها أنماط الشخصيات والبيئات الاجتماعية التي ربما لم تحظَ بالدراسة الكافية في مجتمعاتنا العربية. فما ناسب غيرنا من المجتمعات العالمية، ليس بالضرورة أن يناسبنا بكل ما فيه. فأحياناً نحتاج إلى الاقتباس، وأحياناً قد نحتاج إلى تكييف بعض المفاهيم، وأحياناً نحتاج إلى الاستبدال كلياً إلى ما يناسب ما نعيشه من ظروف، وما نلمسه من إشارات التغيير. وفي قول الله تعالى في القرآن الكريم: «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» في الآية 21 من سورة الذاريات. إشارة إلى أن التفكر في الذات الإنسانية يجب أن يكون لكل ما فيها، ليس فقط من الناحية البيولوجية، وإنما من الناحية النفسية أيضاً. ومن هنا تبدأ أولى الخطوات نحو الإدارة الناجحة، لأن من لا يعرف نفسه جيداً، لا يمتلك بالتأكيد أدوات إدارة ذاته، ولن يتمكن من إدارة الآخرين. ولأن العين بوابة الانشغال في كوكب مليء بالتفاصيل، وخاصة مع انتشار الأجهزة الذكية وصخب وسائل التواصل الاجتماعي داخلها، يبرز سؤال جوهري. هل لدينا فكرة كافية عن ذواتنا؟ أم نحتاج إلى التعرف عليها بطريقة مختلفة؟.
إدارة الذات- علم الإدارة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع