جامعة تعز ..القبول في كلية الطب نحو دورة جديدة من امتحانات القبول لضمان تعزيز الشفافية .
أحمد عبده علي البحيري | Ahmed Abdo Ali Al-Baheri
17/08/2020 القراءات: 2142
أحمد البحيري
الاحتيال والفساد والأنواع الأخرى من السلوك غير الأخلاقي تكون في الغالب هي التفسير الحقيقي" لسوء الحظ " في قبولك في وظيفة أو جامعة أو تخصص أو حصولك على منحة ما.
على مستوى التعليم العالي في اليمن، الأمثلة والشواهد كثيرة ومشاهدة ولا يمكن نكرانها فهي تمتد إلى كل جانب من عمل الكليات والجامعات – من القبول حتى الأمور الأكاديمية والبحث، والإدارة المالية والتوظيف والترقية.
السلوك الاحتيالي، المراقبة الضعيفة، ونظام الحكم الهش، والضغوط والتأثيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الجامعات، يمكنها جميعاً أن تسهّل السلوك الفاسد وتقوّض الفرص المتساوية أمام الطلبة والأكاديميين على حد سواء وعلى العكس، فإن السلطة القوية والنزيهة تمنع الفساد وتكشف عنه وتعاقب عليه، وبالتالي تعزز قدرة الجامعات على تحقيق رسالتها وتعظيم مكانتها في المجتمع.
تمثل الرشوة الصريحة، والواسطة، والمحسوبية، والمحاباة، من بين طرق أخرى غير مشروعة وسائل لحصول بعض الطلبة على مقعد في الجامعة "من الباب الخلفي"، الأمر ليس له علاقة بنسبة المعدل، حتى أولئك الطلبة الذين يحصلون على نسب مرتفعة في الثانوية العامة، يلجؤون في الغالب إلى ممارسة هذه السلوكيات لأنهم لا يثقون في نزاهة النظام المتبع في الجامعات.
ثمة وسائل كثيرة يمكن أن تلعب دورا بارزا في تعزيز الشفافية والحد من الفساد في نظام القبول والتسجيل في الجامعات، من بينها اعتماد معايير واضحة، وأنظمة الكترونية للقبول والتصحيح؛ لكن هذه الأمور كلها يمكن التحايل عليها عندما يفسد الضمير الإنساني، بل أنه يمكن لأرباب الفساد أن يستخدمونها فعليا وبطريقة عكسية لتمرير فسادهم، وكسلاح فعال لتكميم الأصوات الناقدة.
دعونا نقف عند هذا الخبر: تقدم لاختبارات القبول في كلية الطب والعلوم الصحية قسم الطب العام والجراحة بجامعة تعز(2232) طالبا وطالبة (60) منهم اجتازوا اختبار القبول، أكثر من 15 طالبا من المقبولين من أبناء شرعب 8 من أسرة وأحدة.
لكي تحصل على مقعد في كلية الطب بتعز عليك أن تدرك أن هناك 37 شخصا اخرين ينافسوك على نفس المقعد، لك أن تتصور أن الفارق بين أن تكون مقبولا أو لا هو (1, 0) كانت نتيجة أخر اسمين في المقبولين (%87.1) ونتيجة أول طالب غير مقبول (%87).
في السنتين الأخيرتين أدخلت جامعة تعز نظام تصحيح إلكتروني لضمان شفافية القبول في كلية الطب، قدم النظام نتائج رائعة خلال العاميين الماضيين، وأعاد جزء من الثقة المفقودة بين المجتمع والجامعة، وجنب رئيس الجامعة الوقوع في تأثيرات أصحاب النفوذ، إلا أن نتائج هذا العام تعكس اختلالات واضحة، وتثير تحفظات المراقبين ،وهو ما يستدعي من رئاسة الجامعة العمل على التحري والتدقيق في سير عملية الامتحان والإجراءات المتبعة ، والعمل فورا على تنظيم دورة امتحانات جديدة تشمل الطلبة ال60 المقبولين وال15 طالبا الذين يلونهم في كشوفات الدرجات وبناء على نتائج الامتحانات الجديدة يتم القبول.
جامعة تعز ..القبول في كلية الطب نحو دورة جديدة من امتحانات القبول لضمان تعزيز الشفافية .
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة