" مقدمة ابن خلدون من الأعمال الكبرى للفكر الإنساني على مر العصـــــور: كيـــف لا ؟! وهي تضع الأسس الأولى لعلم جديد هو علم العمران: الذي هو مزيج من علم السياسة وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع بالمعنى الحديث ..."
بدوي: ملحق الموسوعة الفلسفية ص11
أنّ عقلنة التاريخ واكتشاف العقل في التاريخ الإسلامي لم يكن ممكناً إلاّ مع ابن خلدون مؤسس علم فلسفة التاريخ بحق؛ الذي يّعُد بلا شك ثمرة يانعة من ثمرات الحضارة العربية الإسلامية؛ هناك العديد من المؤرخين الذين دونوا التاريخ قبل ابن خلدون من الطبري إلى المسعودي؛ لكنه وحدهُ هو الذي نظر إلى التاريخ نظرة فاحصة ثاقبة أي هو وحده من بين المؤرخين من عقلن التاريخ وألتمس (العبرة) والحكمة من أحداثه: "وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق؛ وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق.
ومع أنه ليس من الضروري أنْ تكون نشأة الدولة – حسب التصور الخلدوني – من استيلاء قبائل تجمعها عصبية الدم والنسب؛ إلا أنّ آراؤه بصدد دوري التحضر والتدهور والحركيَّة متضامنة مع جدلية فاعلة في انتقال الدولة من هذا الدور إلى ذاك تتسم ببصيرة نافذة وحدس ثاقب "وصّفها بدوي بأصالة الفكر الخلدوي" وستظل لهذه الآراء قيمتها ما دامت القوة مبدأ قيام الدولة "كما كتب أحد الباحثين".
وتتمثل الأصالة كذلك في فكر ابن خلدون في نظرته للمجتمع البشري نظرة بيلوجية فهو كالكائن الحــــــي من ميــــــلاد ونشــــــأة ونضـــــج ورجـــــولة وهـــــرم وشيخـــــوخة فمـــوت فاللحضارات والدول عمرها كذلك، وسأشرح أهم النظريات الفكرية التي سطرها ابن خلدون وهي: نظرية التعاقب الدوري.
صلاح حسن شنيب | Salah Hassan Shannib | 1202