تنبع أهمية هذا البحث من حقيقة أن الأحزاب السياسية تشكل حاضنة
للآيديولوجيات ومؤسسات بانية للديمقراطية. وهي بمثابة أوعية للمشاركة
السياسية الواعية والفاعلة وقنوات لنشر الثقافة السياسية بالتنشئة السياسية
عبر وسائل الإعلام والتعليم السياسي. لكن الملاحظ أنه في السودان قد تم
اختزال الديمقراطية في الانتخابات فقط بينما الديمقراطية عملية متكاملة
ومنظومة من القيم والمؤسسات والممارسات والسلوك السياسي. يحاول
هذا البحث تشخيص علل الأحزاب السياسية السودانية ومن بينها البنية
الحزبية الهشة وجمود الفكر وغياب الرؤية التي تستوعب متغيرات الواقع
ومستجدات العصر. وتشمل العلل أيضا انشقاقات تلك الأحزاب ويحدد
أسباب الانشقاقات وتأثيراتها على الاستقرار السياسي. ويرى أن معظم
الأحزاب القديمة والكبيرة - جماهيريا - والتي أُصطلح على تسميتها في
السودان ب -الأحزاب التقليدية- هي أحزاب طائفية. فالحزبين الكبيرين
الذين قادا السودان للإستقلال هما حزبا الأمة والإتحادي الديمقراطي. الأول
امتداد للمهدية )في نهاية القرن التاسع عشر( وقوامه طائفة الأنصار المهدويين؛
والآخر يقوم على طائفة الختمية )طريقة صوفية(. لمعالجة هذا الواقع السياسي
المعتل يدعو البحث إلى إعادة بناء الأحزاب السياسية على أسس جديدة
بتشكيل أحزاب جماهيرية وأحزاب برامج مع دمج الأحزاب التي تشترك
في المنطلقات الفكرية والأهداف. ويناقش البحث متطلبات الحكم الرشيد
- ويتناول المفاهيم المرتبطة به - ودور الأحزاب في ذلك وفي بناء الديمقراطية
المستدامة.
الملخص الانجليزي
The significance of this article stems from the fact that political parties constitute ideological milieu as well as democracy-building institutions. Political parties are conduits for efficacious and conscious political participation as well as effective channels for disseminating political culture via the mass media and political education. However, in Sudan it is notable that democracy is reduced to elections only whereas democracy incorporates other dimensions such as values, institutions and political behavior. This article tries to diagnose the defaults that characterize the Sudanese political parties. To cite some examples: they are structurally fragile; suffer from ideational stagnation along with the lack of the vision that is capable of incorporating the current variables of the day. They also suffer from intra-party schisms and fractionalization. The two major political parties, in particular, provide a typical example for such defects. These two major parties are sectarianist with some sort of regionalism and ethnicity in drawing electoral support. The first is the "Umma Party" whose adherents are the 'Ansar' (disciples of Mahdism) and the other is the "Democratic Unionist Party" whose members belong to the Khatmiya Sufi Tariqa (sects). The article calls for re-constructing the political parties on sound ground. Programmatic and mass parties are important for democracy building and for leading political development. It also calls for amalgamating those parties those that share one ideology and common goals. Having well-established parties paves the way for bringing about good governance and consolidate sustainable democracy.
تاريخ النشر
01/07/2023
الناشر
مجلة دراسات أفريقية - مركز بغداد للدراسات الأفريقية
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2696