نهر كرمة علي والوضع الراهن
م. د. دينا علي ياسين | Dr. Dina Ali Yaseen
14/10/2020 القراءات: 1915
يقع نهر كرمة علي شمال مدينة البصرة (جنوب العراق) وهو احد الأنهار القصيرة التي تصب او تصرف مياهها في نهر شط العرب. يتكون من التقاء فرعي المسحب والصلال اللذين يمتدان داخل هور الحمار لمسافة تقارب العشرين كيلومتر. ويتصل نهر كرمة علي بشط العرب عند الطرف الشمالي لجزيرة السندباد شمالي مدينة البصرة. يعتبر هذا النهر مصدرا رئيسيا لري ما حوله من الأراضي ويغطي مسافة حوالي ست كيلو مترات طولا ومئتان وثمانون متر عرضا. اما متوسط عمق نهر كرمة علي فهو تسعة امتار. تعرض هذا النهر لتأثيرات متعددة ناتجة من الأنشطة الهيدرولوجية والبشرية بعد غمر الاهوار الجنوبية عام ۲۰۰۳ مما أدى الى اعتماد هور الحمار وبشكل رئيسي على مياه نهر الفرات، فبعدما كان يلتقي بدجلة عند مدينة القرنة أصبح يدخل الى هور الحمار ومنه الى نهر كرمة علي ثم الى نهر شط العرب الذي يتدفق أخيرًا إلى الخليج العربي. لذلك فان نهر كرمة علي يتأثر بمياه نهر الفرات التي غيرت تدفقها بعيدًا عن شمال شرق هور الحمّار خلال السنوات الماضية مما أدى إلى تقليل منسوب المياه في الاهوار بشكل واضح ومن ثم ارتفاع ملوحة المياه كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة. حيث أثر سلبا على جودة وكمية مياه نهر كرمة علي في البصرة.
حيث اشارت دراسات عديدة قام بها باحثون أكاديميون لغرض تقييم كفاءة مياه النهر للأغراض الزراعية او الصناعية ان مياه النهر في السنوات الأخيرة أصبحت غير صالحة للستخدام البشري او الصناعي او الزراعي. فعلى صعيد الزراعة، اثبتت الدراسات ان مياهه عالية الملوحة ممكن ان تسبب العديد من المشاكل للتربة والنباتات. وبالتالي فقدت البصرة احدى مصادر الري المتاحة سابقا.
نهر كرمة علي، الملوحة، الزراعة، هور الحمار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع