مدونة عبد الجليل التوزاني


الخيال الديدكتيكي لدى المعلم المبدع 1

عبد الجليل التوزاني | Touzani abdeljalil


07/03/2021 القراءات: 607  


إن الحديث عن الخيال الديدكتيكي عند المعلم حديث عن الإبداع الفعال والإنتاج الفريد، لذا فالمعلم الممتلك لخاصية الخيال الديدكتيكي يكون مبدعا خلال الحصة الدراسية ويقود تلاميذه إلى التفنن الإبداعي اللامتناهي. وسنحاول تناول جوانب من حياة الخيال الديدكتيكي عند المعلم المبدع في حلقات متتالية.
الخيال الديدكتيكي والتخطيط للدرس:
إن المعلم المتميز بسمة الخيال الديدكتيكي يخطط لتعلماته بشكل فريد، إذ يظهر ذلك في أوراقه ومواعيده وفي الوضعيات التدريسية التي يسلكها وفي الاستراتيجيات التعليمية التي يتبعها، ويكفي النظر إلى جذاذة الدرس الخاصة بهذا المعلم لمعرفة مدى إبداعه وبعده عن النمطية والتكرار والخطية، فتراه أستاذا ينتقي من الوسائل والأدوات ما يجعل تلاميذه كلهم فاعلين لا منفعلين، ويستعمل من الأساليب ما يجعهلم حاضرين جسدا وروحا، كما يستعمل من الاستراتيجيات الحديثة في التدريس ما يجعل متعلميه يتشوقون لحصص الدراسية المليئة بالإبداع الفني والجمالي والعلمي. إنه أستاذ تبدأ قريحته المبدعة بالإنتاج الفريد منذ تخطيطه للدرس سواء على المديين البعيد والمتوسط أو على المدى القريب. إنه أستاذ يحول المعارف الموجودة بالكتب المدرسية إلى مادة تنبض بالحياة، فلا يقدمها إلى تلاميذه إلا بعد أن ينفخ فيها روح التحويل ويجعلها مستساغة دسمة كأنها وجبة قابلة لأن تهضم فهما واستيعابا.
المعلم المبدع هذا رأس ماله في النجاح هو نماء قدرات متعلميه وتطوير مهاراتهم وكفاياتهم، بما يجعلهم مواطنين فاعلين أكفاء واعين بما لهم وما عليهم، إنه بحق معلم صانع لجيل ناصع.
الخيال الديدكتيكي والوثائق التربوية:
تخطيط المعلم المخيال للتعلمات ومسارات إنجاز الدروس يظهر إبداعيته وخياله الديدكتيكي الفريد، فهو لا يضع تصاميمه التعليمية كيف ما اتفق، ولا يجعلها صماء خرساء لا تكاد تنطق بشيء، بل يبث فيها الحياة ويجعل كل خطوة تحمل شحنة، وكل وضعية تحمل فكرة، وفي كل فكرة تنمية لمهارة، وكل مهارة تغذية لكفاية. تصميم من هذا القبيل هو ما يجعل المتعلم يعيش وضعيات الدرس بكل كيانه، ويركز انتباهه على كل مرحلة من مراحل الإنجاز بفعالية تتسم بالمشاركة البانية، والتساؤلات ذات الولادة الآنية، والإنتاجات اللحظية الباقية. والفضل العميم في ذلك يعود لإبداع المعلم الذي أحسن تصاميمه وتخطيطه وجعل المتعلم حاضرا فيها، فالجذاذة التي تخلو من حضور المتعلم لا تستحق اسمها، ودفتر النصوص الذي لا يراعى فيه المتعلم ليس بدفتر، والفروض الكتابية الموجهة للمتعلم ليست فروضا إذا لم يظهر فيها المتعلم على الورقة واضحا بقامته وهامته. إن حضور المتعلم في الوثائق التربوية للأستاذ ذي الخيال الديدكتيكي حضور دائم لا ينجلي، فهو معه مُعِدٌّ لجذاذة الدرس، وحاضر معه في كل استراتيجية ينتقيها أو مورد رقمي يوظفه أو نشاط تربوي مواز ينظمه. هذا المعلم يستحضر متعلميه وقدراتهم واختلافاتهم وفارقياتهم قبل أن يضع وضعية ما ضمن قائمة الوضعيات بجذاذة التخطيط إنه ببساطة يجعل المتعلم في صلب العملية التعليمية التعلمية.


الخيال الديدكتيكي - المعلم المبدع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع