يهدف هذا الكتاب الى محاولة التصدي لموضوع فرض نفسه، كأحد أكبر الآفات الاجتماعية في الوقت الراهن، متسما بالانتشار والتمدد السريع، مفضلا الشكل المستتر والمقنع، ولعل الأرقام المعلنة من قبل الدوائر المختصة والتي أشرنا لبعضها، تمثل الجزء اليسير من الرقم الحقيقي، وبالرغم من حساسية مسالة الإدمان، وهذا لعدة اعتبارات كالتبعات الجزائية المترتبة عليه، واستهجان المجتمع لضحاياه، مرورا بنرجسية الأسرة وعدم الاعتراف بأنها تأوي المدمن أو قد تكون مقصرة تجاهه، إلا أننا تمكنا من خوض واقتحام هذا العالم السري للمراهق المدمن معتمدين النظرة الاكلينكية المعمقة والمتخصصة. و يمكن الخروج، بأنه ومن خلال دراستنا تمكنا من الاقتراب من المراهق المدمن في بيئتنا المحلية، وجدنا على اثر ذلك بعض المؤشرات المهمة لمحركات الإدمان، وفي مقدمتها الوصول السهل للمواد المخدرة واتساع دائرة الفراغ الذي يعيش فيه المراهق بصفة عامة ...الخ .وهنا نطمح أن تميط الدراسة اللثام على جوانب موجهة في مجال الصحة النفسية للمراهق ضحية الإدمان بالإحاطة بملابسات إدمانه وظروفه المعيشية، وبعض سماته الشخصية، ومن ناحية أخرى استغلال المؤشرات المتوصل لها من اجل التغلب على سوء التكيف بكل مستوياته، ابتداءً من النطاق النفسي الأولي (الأسرة) وصولا للمجتمع بنظامه القيمي، وقنواته المختلفة، وبالتالي نأمل أن تكون دراستنا الحالية بمثابة انطلاقة لدراسات مستقبلية.
د.سليمان جريو | Slimane Djeriou | 11443