عنوان المقالة:المشاريع المتنافسة لصياغة مستقبل النظام الدولي Projects competing to shape the future of the international system
الدكتور شاهر إسماعيل الشاهر | Prof. Shaher Ismael Al-Shaher | 11652
نوع النشر
مؤتمر علمي
المؤلفون بالعربي
شاهر إسماعيل الشاهر
المؤلفون بالإنجليزي
Shaher Al Shaher
الملخص العربي
بعد نهاية الحرب الباردة وبروز ما يسمى النظام العالمي الجديد الذي بشر به الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الأب ظهرت الولايات المتحدة كقطب مهيمن على الساحة الدولية، وبرزت العديد من النظريات التي تؤكد الهيمنة الأمريكية ابتداء من نظرية نهاية التاريخ لفرانسيس فوكوياما الذي رأى أن التاريخ قد انتهى بانتصار القيم والأعراف الليبرالية. ثم جاء صموئيل هينتغتون ليقدم نظرية لم تلق استحساناً في البداية، لكنها أصبحت بمثابة نبوءة له بعد وقوع أحداث ١١ أيلول ٢٠٠١، فقد تحدث هينتغتون عن ما أسماه صراع الحضارات حيث رأى أن الصراع الدولي القادم سيكون من نوع مختلف، فهو ليس صراع بين الدول كما كان من قبل، بل بين حضرات مختلفة، وقال بأن العدو القادم هو العدو الأخضر (الإسلام) بعد أن انتصرنا على العدو الأحمر (الشيوعية). فعندما وقعت أحداث أيلول وكان منفذيها من المسلمين، عاد العالم إلى نظرية هينتغتون فلاقت الكثير من التقبل والرواج. لكن العالم بدأ ينتقل من "الأحادية القطبية الصلبة" التي امتازت بالتفوق الأمريكي وعدم وجود منافسين دوليين للهيمنة الأمريكية، إلى "القطبية المرنة" التي امتازت ببروز قوى دولية أخرى إلى جانب الولايات المتحدة، مع احتفاظ الأخيرة بالتفوق والتفرد في قيادة العالم. وبدا أن العالم ينتقل إلى عالم متعدد الأقطاب، وبرزت أربعة مشاريع دولية متنافسة سيكون لها الدور في صياغة شكل النظام الدولي القادم، وهذه المشاريع هي: - مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية وبشرتنا به وقتها كونداليزا رايس في العام ٢٠٠٦ عند العدوان الإسرائيلي على لبنان حيث قالت: إننا نشهد المخاض لولادة شرق أوسط جديد، شرق أوسط على الطريقة الأمريكية يكون لإسرائيل فيه مكان الصدارة. وقد اتخذت الولايات المتحدة من قضية " نشر الديمقراطية" اطاراً سياسياً لتنفيذ مشروعها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت هذا المسمى، وبعد كشف وزيف وبهتان هذا المدخل انتقلت الاستراتيجية الأمريكية من فكرة "نشر الديمقراطية" إلى التدخل بحجة " الحرب على الإرهاب" أي انتقلت من الاطار السياسي إلى الاطار الأمني. - مشروع الحزام والطريق الذي طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام ٢٠١٣، وهو مشروع تقدم فيه الصين العولمة على طريقتها الخاصة، عبر تحقيق المنافع المشتركة لجميع الدول التي ستكون ضمن هذا المشروع، وهو المشروع الأكبر حيث يضم /٦٥/ دولة يشكل سكانها 62 % من عدد السكان في العالم. - مشروع الأوراسية الجديدة: الذي تقوده روسيا معتمدة على أفكار الكسندر دوغين، وهذا المشروع يؤسس جيوسياسياً لبداية حرب باردة جديدة، حيث تستند إليها السياسية الخارجية الروسية لتأسيس محور جيوسياسي جديد يتحدى الغرب دون أن يكرر أخطاء التمدد المبالغ فيه للاتحاد السوفياتي، وهذا المشروع له تأثيرات عالمية كبيرة وخاصة فيما يتعلق بـ جيوبولتيك الطاقة. - ثم جاء في الآونة الأخيرة المشروع الماليزي التركي لقيادة العالم الإسلامي، وضم /٥٦/ دولة، أهمها: ماليزيا – تركيا- الباكستان- إيران- إندونيسيا- قطر. هذا المشروع سيكون له تأثيرات كبيرة على مستقبل العالم الإسلامي والزعامة فيه. ويسعى لأن يكون عمله مختلف عن منظمة التعاون الإسلامي، حيث تركز قمة كوالا لامبور على أوضاع المسلمين في العالم وما يعانون، وتبتعد عن مناقشة القضايا الدينية والفقهية. إن شكل النظام الدولي القادم ومستقبل العلاقات الدولية سيحدده مدى التجاذب والتنافر ومقاييس النجاح لهذه المشاريع الاستراتيجية الكبرى.
تاريخ النشر
12/04/2020
رقم المجلد
رقم العدد
الكلمات المفتاحية
المشاريع المتنافسة - مستقبل النظام الدولي
رجوع