بات موضوع المخاطرة من المواضيع الهامة والضرورية في كافة المؤسسات والمنظمات سواء أكانت التجارية ام المالية ام الصناعية وغيرها من القطاعات المختلفة، ولخصوصية قطاع التشييد والأعمار لما له من تأثير مباشر على المجتمع من خلال الممارسات والمتعلقة بالخدمات التي تقدم الى المواطنين (كالمجمعات السكنية ، وبناء الطرائق والجسور، والمستشفيات والمدارس وكافة المؤسسات الخدمية الاخرى التي ترتبط بصورة مباشرة بحياة المواطنين) ، فكل خدمة مقدمة تعد مشروعاً من مشروعات التشييد .
ويتعرض هذا القطاع كغيره من القطاعات الى العديد من المخاطر التي تهدد انجازها لمشاريعها او تؤخر انجازها لتلك المشاريع وفي بعض الاحيان تكون العائق الذي يحول دون الاستمرار بالمشروع، الذي ينفرد بدرجة عالية من المخاطرة في تقديرات كل من التكلفة والزمن بالمقارنة مع أنواع المشروعات الأخرى ، اضف الى ذلك ، المخاطرة التي ترتبط بموقع العمل مثل ( عدم جاهزية الموقع , والجهل بأوضاع ما تحت سطح الأرض , و تردي حالة الطقس) ومنها ما يرتبط باختلاف الكميات المنفذة عن التقديرية ، وكذلك المخاطرة المتعلقة بالملاكات العاملة مثل عدم توافر العاملين او عدم توافر المؤهلات المطلوبة او تعرض العاملين للحوادث ، وهناك المخاطر المتعلقة بالأخطاء التصميمية وما لها من تأثير على تجاوز الوقت والكلفة, فضلاً عن المخاطر المالية المرتبطة بالتضخم الاقتصادي والقصور المالي والتعرض إلى التعثر المالي وعدم ثبات مصادر التمويل وعدم كفاية المواد والتجهيزات(المعدات) هذا من جانب ، ومن جانب أخر هناك مخاطرة ترتبط بالمقاولين الثانويين (التعاقد من الباطن) بسبب نقص الخبرة والكفاءة، وكذلك المخاطرة التي تظهر أثناء تنفيذ المشاريع مثل الحروب وإحداث الشغب ، والتشريعات، والنظم المتعلقة بالأوضاع الاجتماعية وغيرها , هذه الاسباب برمتها ادت الى زيادة الاهتمام بموضوع المخاطر ودراسة تأثيرها على نجاح المشاريع.
أ.د. نغم حسين نعمة | nagham Hussein alnama | 17752