أجمع أهل العلم من لغويين وأصوليين ومفسرين وغيرهم، على قيمة علوم اللسان في تفسير القرآن الكريم، وأهميتها القصوى في فهمه واستنباط أحكامه. فهي منه بمثابة القطب الذي يدور عليه أمر تفسيره، والأساس الذي تقوم عليه عملية فهمه وتأويله، وتبنى به أحكامه ومقاصد تنزيله. بناء على ذلك سيحاول البحث بيان قيمة علم النحو ودوره في التفسير من خلال تفسير فخر الدين الرازي (ت606ﻫ). لقد كان الفخر الرازي واحداً من العلماء الذين أدركوا أهمية علوم اللغة والنحو في تفسير كلام الله واستنباط أحكامه. فقد اهتم اهتماما بالغا بمسائل النحو ومباحثه، وعُني عناية خاصة بتحديد مدلولات الألفاظ اللغوية والاصطلاحات النحوية، وكانت له آراء واجتهادات أسهمت، بلا شك، في إغناء التصور النحوي العربي وبلورة أنساقه ومصطلحاته من جهة، وتوسيع آفاق النظر في كلام الله وتأويله وفقا لمرتكزات الفهم الصحيح من جهة أخرى. إن مظاهر اهتمام الفخر الرازي بالمسائل النحوية واستثمارها في التفسير كثيرة ومتنوعة، لكننا سنكتفي بعرض نماذج منها: تحقيـق الوجـوه الإعرابيـة، الربـط بين الإعـراب والمعنـى في التفسير، العناية بالتعليـل النحـوي، استحضار المسائـل الخلافيـة.
تاريخ النشر
28/09/2014
الناشر
مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز بفاس، مجلة علمية محكمة، السنة السادسة والثلاثون، سلسلة الأعداد الخاصة
محمد الدحماني | mohammed dahmani | 6246