مدونة الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى
التقاعد: دعوة لإعادة النظر في احترام من صنعوا الفرق
الدكتور/ مازن جهاد إسماعيل الشوبكى | Mazen J. Al Shobaki
29/08/2024 القراءات: 352
يكرس الكثير من الأشخاص سنوات عمرهم في العمل والجهد لصالح مؤسساتهم، مساهمين بأفكارهم ومهاراتهم وخبراتهم لبناء وتطوير مؤسساتهم ومجتمعاتهم وتحقيق التقدم، ولكن للأسف نجد أن الكثير منهم يواجهون حالة من النسيان أو التجاهل بعد تقاعدهم وخروجهم من الحياة الوظيفية، وكأن كل تلك السنوات من العطاء والجهد تلاشت بمجرد انتهاء فترة خدمتهم.
إن التقدير والاحترام لأصحاب الفضل، خصوصاً بعد تقاعدهم، هو أمر لا يتعلق بالمجاملة أو النفاق، بل هو واجب أخلاقي وإنساني يعبر عن الاعتراف الحقيقي بما قدموه من جهود، فهؤلاء الأشخاص قضوا حياتهم وهم يضعون مصلحة العمل أو المؤسسة فوق مصلحتهم الشخصية، وساهموا في بناء وصقل الكفاءات وتطوير الأسس التي قامت عليها تلك المؤسسات، ومن المهم جداً أن نُظهر لهم التقدير والاحترام بعد مغادرتهم، لأنهم بالفعل يستحقون ذلك.
ان تقدير المتقاعدون واحترامهم، ليس مجرد تكريم لجهودهم، بل رسالة لأجيال المستقبل، تُعلِّمهم قيمة العمل الجاد والولاء والإخلاص، فالاهتمام بهؤلاء الأشخاص بعد التقاعد يُظهر للآخرين أن التقدير ليس مجرد شعور مؤقت أو مرتبط بمنصب، بل هو قيمة مستدامة تعكس الأخلاق الحقيقية والتقدير الصادق للعطاء البشري.
وبعيداً عن المجاملات الزائفة أو الإطراء غير الصادق، يجب أن نؤسس لثقافة تقدير حقيقية مبنية على الاعتراف الفعلي بالفضل، هذا التقدير يمكن أن يتجلى في أشكال عديدة، مثل ذكر إنجازاتهم في المناسبات، أو زيارتهم بشكل دوري، أو حتى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
إن ما يستحقه أصحاب الفضل هو أن يُنظر إليهم كبناة حقيقيين، وليس مجرد تروس في آلة كبيرة، فكل شخص ساهم في تحسين حياة الآخرين يستحق أن يُكرم ويُقدَّر، سواء كانوا داخل المؤسسة أو خارجها، حتى بعد رحيلهم عن الحياة الوظيفية، لذا فلنكن صادقين في تقديرنا واحترامنا لأصحاب الفضل، ولنعمل على تعزيز هذه القيم داخل مجتمعنا، لأن في النهاية احترامنا للآخرين هو انعكاس لاحترامنا لأنفسنا ولمستقبل أجيالنا.
التقاعد، المتقاعدون، الاحترام، التقدير
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع