تدريس المفاهيم وصعوبات علمها.
دسامية بنت هاشم المغربي | samia hashim almagrabi
02/01/2021 القراءات: 2301
(1-7-4) نموذج دورة التعلم لكاربلس (karplus ):يستند نموذج دورة التعلم إلى بعض المبادئ والافتراضات الأساسية المنبثقة من نموذج النمو المعرفي. وتسير دورة التعلم في ثلاثة أطوار:
• طور الاستكشاف: يتعلم الطلاب في هذا الطور من خلال خبراتهم،ويقترح المعلم الأنشطة التي تقوم على تذكر الخبرة الحسية القديمة والانتقال منها إلى الخبرة الحسية الجديدة ومن خلال الأنشطة يتوصل الطلاب إلى الأفكار الجديدة معتمدين على الملاحظة،والقياس،والتجريب.
• طور تقديم المفهوم: يبدأ هذا الطور بتزويد الطلاب بالمفهوم أو المبدأ المرتبط بالخبرات الجديدة التي واجهتهم في طور الاستكشاف، حيث تتم عملية تقديم المفهوم الجديد بواسطة المعلم أو من خلال المواد التعليمية المتنوعة.
• طور تطبيق المفهوم:حيث يقوم الطلاب بتطبيق ماتعلموه في الطورين السابقين من مفاهيم،أو مبادئ،أو مهارات في مواقف جديدة.
و بالنظر إلى النماذج السابقة نجد أنها تقع ضمن الطريقة الاستقرائية أو الطريقة الاستنتاجية للتفكير والتدريس،تلك الطريقتان اللتان تتطلبان مهارة التفكير ولكنهما تختلفان من حيث معالجتهما للمواد والنشاطات التعليمية. حيث يتطلب التفكير في الطريقة الاستنتاجية الانتقال من الكل إلى الجزء عن طريق استخدام القاعدة العامة في توضيح وإثبات صحة الجزئيات أو الحالات الخاصة ووقوعها ضمنها.
ويتطلب التفكير في الطريقة الاستدلالية الانتقال من الجزئيات إلى الكليات عن طريق تجميع وقائع أو جزئيات خاصة للتوصل إلى نتائج عامة.
كما تعتمد تلك النماذج كما ذكر الكسباني(1428هـ) بشكل رئيس على مفاهيم إدراك العلاقات،واستخلاص المبادئ والقواعد والقوانين،وليس على ربط عشوائي بين مثيرات واستجابات،وهذا ماينزع له علماء النفس المعرفي حيث يرون أن المتعلم لا يكتسب ارتباطات فحسب، بل يكون بنى معرفية تمكنه من التبصر في مجمل العلاقات التي ينطوي عليها موقف تعلمي معين. ومن ثم فإن تلك النماذج تؤكد على دراسة التفكير،واعتبار التعلم إعادة بناء وتنظيم البنى المعرفية لدى المتعلم،كما تؤكد على كيفية وتشكيل المفاهيم واكتسابها.
واستخدام النماذج السابقة في مجال تدريس المفاهيم الدينية يعد من الأمور الهامة لتعلمها وتنميتها لدى طلاب المراحل التعليمية المختلفة، حيث تساعد المعلم في القيام بدوره تجاه تدريس المفاهيم الدينية على أساس علمي نظرًا لما تحتله المفاهيم الدينية من المكانة الكبيرة في تعلم العلوم الشرعية،حيث يذكر قاسم ومحمود (1429هـ) أنها أداة معرفية هامة لتنمية ماتحمله التربية الإسلامية من قيم ومفاهيم تؤدي دورها في تكوين شخصية إسلامية عاملة مؤمنة بخالقها وفاهمة لمقاصد الشريعة.
كما تساعد المتعلم على أن يجد إجابة شافية عن كثير مما يطرحه من أسئلة وهذا يحقق له مطلبًا نفسيًا مهمًا،وذلك من خلال فهمه للمفاهيم الدينية فهمًا سليمًا،وتطبيقها في حياته؛لتكون سلوكًا له في أقواله وأعماله وأفعاله.
(1-8) مصادر الصعوبة في تعلم المفاهيم:
تتفاوت المفاهيم من حيث درجة بساطتها وتعقيدها وتجريدها وبالتالي ينبغي مراعاة المستويات المختلفة للصعوبة والتجريد بما يتناسب وطبيعة التلاميذ.
ويحدد سرايا (2007م) مصادر الصعوبة في تعلم المفاهيم على النحو التالي:
• عدم الاعتماد على القدرة الحسية في تعلم المفاهيم.
• الخلط في المعنى الذي ينشأ بين المعاني الدارجة غير الدقيقة في معظم الحالات وبين المعاني الدقيقة لكلمات وعبارات علمية.
• عدم استطاعة المتعلم التمييز عما إذا كانت عبارة معينة تتضمن مفهومًا أو قانونًا، أو تعميمًا معينًا.
• اعتماد معظم المعلمين على الطريقة الإلقائية في التدريس دون أن يمارس تلاميذهم عمليات أو التمييز ولذلك تبدو المعلومات مفككة وغير مترابطة.
• عدم وجود معلومات سابقة عن المفهوم المراد تعلمه لدى الفرد المتعلم.( ص 231 ).
المفهوم- التعلم - التدريس-النموذج-دورة التعلم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع