مدونة أستاذ دكتور منى كامل تركي- استاذ القانون الدولي العام
تثقيف الأقران للوقاية من تعاطي المخدرات بين الشباب
أستاذ دكتور منى كامل تركي | Prof. Mona Kamel Tourky
21/10/2020 القراءات: 1242
الشباب طاقة المجتمع الحقيقية، وبناة مستقبل الوطن، وعماد نهضته وتطوره لما تمتلكه هذه الفئة من طاقات هائلة وما لديها من استعداد للتضحية من أجل التغيير والتقدم والبناء. وظاهرة تعاطي المخدرات كغيرها من الظواهر الاجتماعية في أي مجتمع لا يجوز فصلها عن مجمل الظروف المحيطة بها في داخل هذا المجتمع أو خارجه، فهي لا تنفصل عن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على قطاع الشباب في المجتمع بالشكل الذي يؤدي إلى انتشار تعاطي المخدرات بينهم ، كما إن مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا المساهمة في إنقاذ حياة الكثير من شبابنا الذين قد تلتهمهم هذه الآفة الفتاكة والتي نشرع أن من واجب الجميع أفراد ومؤسسات الوقوف جدياً أمامها.
فهناك من يعتقد أن المخدرات توفر بعض الراحة والمتعة للابتعاد عن المشاكل والهروب من الواقع المر الذي قد يعيشه أو إظهار المشاكل على درجة بسيطة من الأهمية بتعاطي أنواع العقارات المخدرة كإعانة مؤقتة له على تجاوز لحظة أزمته!! وهناك من يعتقد أنه يحصل على النشوة الرائعة ويحس بالرضا عن النفس والإحساس بالارتقاء الوهمي الناتج عن تعاطي المخدرات ويذهب البعض الآخر إلى اعتقاد واهم أبعد من ذلك بكثير خاصة في جيل المراهقين، المنحرفين، بأن المخدرات قد تزيد من قدرته الجنسية وينال متعته، في الوقت الذي تؤكد العديد من الأبحاث العلمية إن النشاط الوحيد الذي يتمكن المدمن من ممارسته هو التخيلات الذاتية بعد أن تزول عنه الكوابح الاجتماعية الأخلاقية، فتطفو من أعماقه جميع الغرائز المكبوتة والرغبات الحبيسة والدفينة، فيعوض عن الكبت الذي يعاني منه بافتعال التصورات المحرمة عليه أو المحروم منها، أو الصعبة المنال أو المستحيلة التحقيق .
إن هذه الاعتقادات لم تأتي بمحض الصدفة لتسود في أوساط المتعاطين لأنواع المخدرات، وهذا ما تكشفه لنا العديد من تجارب الواقع وتجارب الشعوب الأخرى خلال التاريخ بل هناك من يروج لمثل هذه الإشاعات والإعتقادات التي تشجع الشباب على تعاطي المخدرات في المجالات غير المجالات الصحية العلاجية التي اكتشف من أجلها بالأصل، ولتصبح هذه المادة ذات أهداف مختلفة ومتعددة الاستخدامات إلى أن أصبحت المخدرات كابوس يجتاح العالم حالياً، ومعظم الذين سقطوا فريسة سهلة لهذا الكابوس على جانب كبير من الجهل بمدى خطورة المخدر قبل استعماله.
وللمخدرات خطر اجتماعي داهم وآفة مسمومة وخطيرة تدمر الإنسان وتفتك بصحته وتمتد آثارها من الفرد إلى الأسرة والمجتمع فهي تؤثر على العقل كالادراك والانتباه والذاكرة وتوهن الجسم وتضعف القدرة الاقتصادية وتحط من الإنتاج وتؤثر على التنمية فضلا عن أنها تجعل الدولة فريسة لأعدائها الذين طالما تعمدوا استخدام سلاح المخدرات في كسر شوكة الشعوب وتهديد قيمها والقضاء على مقاوماتها وتقويض كيانها الداخلي للنيل منها وإخضاعها، حيث يتوقف مدى التأثير الصحي للمخدرات على عوامل كثيرة منها الحالة الصحية للمتعاطي وبناءه الجسدي، وتركيب شخصيته وحالته النفسية، وأيضا نوع المخدر ونسبة المادة الفعالة فيه وجرعته المتعاطاة، ودرجة الإدمان للمتعاطي وطريقة التعاطي، فضلا عن الظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة بالمتعاطي نفسه وعموما يمكن أن نشير إلى أهم الآثار الصحية المدمرة التي تشترك بها كافة المخدرات
ونحن إزاء الخطر المهدد علينا أن نتسلح بالوعي والمعرفة وكشف الجانب القاتل في عمليات التعاطي والإدمان، وما تؤدي إليه هذه الظاهرة من تفكك في شخصية الفرد وضعفه لبنيان المجتمع في عمود الفقري للمجتمع وهو الشباب فالمخدرات ما زالت تستعمل كسلاح فتاك وخفي سبق الحروب العلنية والمواجهة الصريحة التي انتهجتها الدول الغربية والاستعمارية منها ضد الشعوب الأخرى، ومحاولة تهريبها إلى المجتمعات الأخرى التي تهيمن عليها ووفقا لنص المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات الاتحادي لاتقام الدعوى الجزائية على متعاطى المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أن تقدم المتعاطى من تلقاء نفسه أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية إلى وحدة علاج الإدمان أو النيابة العامة أو الشرطة وأن يكون التقدم بغرض إيداع المتعاطى للعلاج لدى الوحدة ، فيودع لديها إلى أن تقرر الوحدة إخراجه وفى الأحوال التى يكون فيها الإيداع من غير النيابة العامة ، يتعين على الجهة المودعة أخذ موافقة النيابة العامة عند إيداع المتعاطى أو إخراجه أو عدم التزامه بخطة العلاج أو عدم تسليمه مايحرزه من مواد مخدرة لاتخاذ اللازم بشأن إقامة الدعوى الجزائية ولايستفيد مما سبق من قررت الوحدة عدم التزامه بخطة العلاج المقررة وفي جميع الأحوال لايجوز أن تزيد مدة العلاج والتأهيل والرعاية على سنتين .
تعاطي المخدرات- الإدمان- الشباب- التأثير الصحي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع