عنوان المقالة:أوضاع اللغة العربية في اقصى شمال السودان
سوسن عبد العزيز محمد ناشد | Sawsan Abdel Aziz Mohammed Nashid | 1937
نوع النشر
فصل في كتاب
المؤلفون بالعربي
ناشد، سوسن عبدالعزيز محمد، البشير، الهام معتصم
الملخص العربي
تتميّز منطقة أقصى شمال السودان بتشكيلة إثنية ولغُوية متجانسة. فهي الموطن الأصل للغة النوبية بلهجاتها المختلفة: سكوت، ومحس، وفدجّا وحلفاوية، وكذلك اللغة الدنقلاوية. وفيها إثنيات متعدّدة تغلب عليهم النوبيون. فإذا نظرنا إلى الوضع الإثني واللغوي للسودان ككل فإننا نجده يتصف بتعدّد الإثنيات واللغات، فلكلّ مجموعة لغتها الخاصة التي تعبّر بها عن حاجاتها حسب الظروف البيئية التي تحيط بها، فمثلاً لإنسان المنطقة الشمالية لغته المختلفة عن إنسان الشرق والغرب وإنسان الجنوب؛ هذا يوّضح مقدرة الإنسان السوداني على تطوير وتطويع اللغة للتعبير بها عن ذاته في ظل الظروف البيئية والجغرافية التي يعيش فيها. هدفت هذه الورقة إلى تناول وضع اللغة العربية في أقصى شمال السودان، وعكس الظواهر اللغُوية المختلفة من تحوّل لغوي وغيره في المنطقة الشمالية، باعتبار أن السودان إحدى الدول الأفريقية التي كانت تحيط بها في السابق تسع دول. وقد كان معبراً للهجرات البشرية والتيارات الحضارية المتباينة، الأمر الذي جعل منه نقطة التقاء وتلاقح بين المؤثرات الخارجية الوافدة وبين العادات والتقاليد الوطنية المتأصلة الجذور. فبحكم هذا الموقع صار السودان جسراً بين افريقيا وآسيا، مع غلبة التيار العربي الإسلامي على الكثير من مظاهر الثقافة السودانية، مما جعل من السودان نقطة تمازج وتلاقح بين اللغة العربية الوافدة واللغات السودانية المحلية، كما نتجت عن هذا الوضع تعددية ثقافية ولغوية وإثنية ذات طابع متفرّد. يشكّل رصد هذه الظاهرة في سياقها التاريخي أحد أهداف الورقة الحالية، وذلك للقصور الذي قد ينتج من محاولة التعامل أو فهم الظواهر قيد الدراسة خارج هذا السياق. فقد يعكس ذلك عالمية هذه الظواهر وإفريقيتها. كما تركّز الدراسة على اللغات التي كانت مُستخدمة في المنطقة قيد الدراسة وتتبعها تاريخياً لفهم العوامل والأحداث التي أدت إلى الوضع الحالي للغة العربية. رصدت الورقة التحوّل الذي حدث بعد تدفق العرب المهاجرين من شبه الجزيرة العربية ومصر إلى المناطق الشمالية في السودان باعتبارها من المناطق التي وضعت اللبنة الأولى للوجود العربي في أفريقيا، وتُعتبر أنموذجاً لما حدث في كل أنحاء السودان خلال العصور التاريخية من تلاقح العناصر وتمازجها وانصهارها ومساهمتها في صياغة الشخصية السودانية الأفروعربية صياغة فريدة، يرفد فيها تنوّع العناصر، وتعدّد اللغات والثقافات والإثنيات. اتبعت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي القائم على الوصف، وجمع المعلومات وتحليلها (المعلومات من الاتفاقيات القديمة والمعالم الآثارية) والمنهج الوصفي التحليلي، وذلك باستخدام المسح اللغوي-الاجتماعي الذي أُجري في المنطقة الشمالية عن طريق جمع المعلومات عبر استبانة وُزّعت على عينة تم اختيارها عشوائيا. جاءت الورقة في عدة محاور هي: أوضاع اللغة العربية في شمال السودان من حيث استخدام اللغة العربية في المجالات الخاصة والعامة، والاتجاهات الشعورية تجاه اللغة المحلية (النوبية) واللغة العربية، وكذلك كتابة اللغة النوبية وتوثيقها. ثم ختمت برؤية مستقبلية عن وضع اللغة العربية في المنطقة. السؤال: ما هي اللغات المُستخدمة في شمال السودان وما وظائفها؟ وما أثر التحوّل الذي حدث من اللغة المحلية إلى اللغة العربية الوافدة؟ كيف أثّر دخول اللغة العربية للسودان في الوضع اللغوي في منطقة أقصى شمال السودان؟ لعل هذه الدراسة تكون إشارة البداية الضرورية، لتكثيف الجهود العلمية والفكرية التي من شأنها تسليط الضوء على الاهتمام بالدراسة التاريخية لوضع اللغة العربية في أقصى شمال السودان ورفد الحركة العلمية بما تتوّصل إليه الأبحاث من نتائج وتوصيات.
تاريخ النشر
01/01/2022
الناشر
التواصل بين اللغة العربية واللغات الافريقية، تحرير الأمين ابومنقا محمد، سلسلة الدراسات اللغوية
رقم المجلد
رقم العدد
11
الكلمات المفتاحية
الوضع اللغوي، اقصى شمال السودان
رجوع