في تتبعنا لمسار حركات تفسير التاريخ تستوقفنا ظاهرة جديرة بالتتبع، وهي أنه مهما اختلفت أطروحات دارسي التاريخ ومفسريه أو تناقضت، ومهما تباينت مرجعياتهم، فإن أغلبهم لا يخرج عن انتهاج واحد من منهجين اثنين، منهج خطي تقدمي مضمونه أن للتاريخ هدفا يسير إليه ، ونهاية مطلقة ينتهي إليها، فالمستقبل محدد ، والتاريخ سائر إليه، ومنهج دوري يرى أن التاريخ لا يسير بذاته إلى هدف معين، بل يعيد نفسه وفق قانون معين يحكم عليه بالسير في حلقات متتابعة دورية تعاود الظهور بانتظام كلما توفرت أسباب العودة
من كتاب " الدين والتاريخ ومتطلبات المستقبل " مخلص السبتي ص : 52