الحقوق بين افراد الأسرة في الإسلام
الدكتور نايف بن ناصر المنصور | Naif naseer almansoor
16/10/2023 القراءات: 1017
إنَّ من أبرز خصائص ديننا الإسلامي أنَّه دين عدل فقد ضمن لكل إنسان حقه في الحياة وضمن له حق الحرية وغيرها من الحقوق التي يعيش بها الإنسان في معزة وكرامة، وقد أمر المولى عز وجل الإنسان بأداء ما عليه من حقوق تجاه ونتناول في هذا الباب موضوع حقوق أفراد الأسرة من داخلها وما ذكر في القرآن والسنة بشأن ذلك.
ما يتعلق بحقوق (الزوجة-الأم)
فالإسلام رفعَ شأن المرأة وصانها ، ونزلت سورة خاصة بهنَّ تسمى سورة النساء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فإنهن خُلقنَ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا» وقد أَثْبَتَ لها من الحقوق:
1- ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء:19].
2- حقوق الملكية والكسب مثل الرَّجلِ في قوله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء:32].
3- في مساواتها مع الرجل في التكاليف الشرعية قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:35].
ومن الحقوق عليها ما فرضه الله عليها من الواجبات:
1- تقدير الزوج وماله من حقوق، يقول الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة:228]، وقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء:34]، حيث أفادت الآيات حق الزوج وقدره، ولزوم طاعته ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق).
2- حفظ مال الزوج، فلا تبذره، ولا تأخذ منه بغير علمه إلا أن يقصّر في نفقتها فتأخذ منه ما يكفيها. عن عائشة: أن هندًا بنت عتبة قال يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف»
فيما يتعلق بالأب (الزوج):
ورد ذكر الأب في عدة مواضع من القرآن الكريم كما جاء كما في قوله تعالى: ﴿وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ﴾ [عبس:35]؛ أي: وأمه ووالده، وفي نداء إبراهيم عليه السلام لأبيه ونصحه: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾ [مريم:42]؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء:23-24]، وقد جاء في السنة المطهرة التأكيد على عظم الأب فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» (ويجتاح) أي يستأصله، فللأب الحق في مال ولده عند الحاجة، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا، إلَّا أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيُعْتِقَهُ».
فيما يتعلق بالأبناء:
إن من أعظم نعم الله علينا نعمة الذرية ووجودهم أمام أعيننا فهم زينةُ الحياة الدنيا, قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ ]الكهف:46.
قال - عليه أفضل الصلاة والتسليم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وقوله: «ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهُوَ غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إلّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ» وفي زمن الفتن والشهوات وكثرة الملهيات والمفاسد يجب أن يربي الإنسان رجلاً أو امرأة أبناءه على الأخلاق السليمة ، ويزرع فيهم رُوح الإيمان والعمل الصالح.
وإن من حقوق الأبناء على الوالدين اختيار الأسماء الجميلة المناسبة لهم وأفضلها ما جاء في السنة عن ابن عمر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن» وأن يكونوا قدوة لأولادهم في أعمال البر والصلاح.
وضرورة العدل بين الأولاد في جميع الأمور وفي كل الأحوال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم» ذلك «أن النعمان بن بشير أعطى ابنا له عطاء فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «أفعلت هذا بولدك كلهم» قال: لا قال -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم»
فيما يتعلق بالوالدين:
1ـ الإحسان إليهم في كل التعاملات من الأفعال والأقوال، قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ [الإسراء: 23-24].
2ـ الدعاء فإن أولى الناس بأعمالهم الصالحة وخاصة الدعاء هم الوالدين قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة؛ فيقول: أني لي هذا؟ ! فيقال: باستغفار ولدك لك»
حقوق-أفراد-أسرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع