مدونة الدكتور: بن علي راس الماء


آيات وأحكام من كتاب الله عزوجل سورة آل عمران أنموذجا

الدكتور: بن علي راس الماء | Dr. Raselma benali


23/07/2020 القراءات: 8497  



صفوة التفاسير للصابوني.. (66)

▪ في سورة آل عمران (15):

قال سبحانه وتعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم}... إلى قوله: {وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين}. من آية: (133) إلى نهاية آية: (148).

● البَلاَغَـــــــــة:

تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:

1 - {عرضها السموات والأرض}، أي: كعرض السموات والأرض، حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه، وسمى هذا بـ"التشبيه البليغ".

2 - {سارعوا إلى مغفرة}، من باب تسمية الشيء باسم سببه، أي: إلى موجبات المغفرة.

3 - {السراء والضراء}، فيه الطباق، وهو من المحسنات البديعية.

4 - {ومن يغفر الذنوب إلا الله}، استفهام يقصد منه النفي، أى: لا يغفر.

5 - {أولئك جزأوهم مغفرة}، الإشارة بالبعيد، للإشعار ببعد منزلتهم وعلو طبقتهم في الفضل، وعظم الأجر.

6 - {ونعم أجر العاملين}، المخصوص بالمدح محذوف، أى: ونعم أجر العاملين ذلك النعيم الخالد.

7 - {وليعلم الله}، هو من باب الإلتفات؛ لأنه جاء بعد لفظ: (نداولها)، فهو التفات من الحاضر إلى الغيبة، والسر تعظيم شأن الجهاد في سبيل الله.

8 - {وما محمد إلا رسول}، فيه قصر موصوف على صفة.

9 - {انقلبتم على أعقابكم}، هذه استعارة لطيفة، شبه سبحانه الرجوع في الإرتياب بالرجوع على الإعقاب، أي: من يرجع عن دينه فقد خاب وشقي.

* * *

الفــــــــوائد:

الإولى: في هذه الآيات الكريمة: {وسارعوا إلى مغفرة} دعوة إلى أمهات مكارم الأخلاق، من: (البذل، وكظم الغيظ، والعفو عن المسيئين، والتوبة من الذنوب)، وكل منها مصدر لفضائل لا تدخل تحت الحصر.

الثانية: قدم المغفرة على الجنة، لأن التخلية مقدمة على التحلية، فلا يستحق دخول الجنة من لم يتطهر من الذنوب والآثام.

الثالثة: تخصيص العرض بالذكر: {عرضها السموات والأرض} للمبالغة في وصف الجنة بالسعة والبسطة، فإذا كان هذا عرضها فكيف يكون طولها؟

الرابعة: كتب هرقل إلى النبي (ص) إنك دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال - عليه السلام -: "سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار"، يقصد أن ملك الله واسع، فوق التصور والخيال، فالجنة والنار يكونان حيث شاء الله.

الخامسة: أمر تعالى بالمسارعة إلى عمل الآخرة في آيات عديدة: {وسارعوا إلى مغفرة}، و {سابقوا إلى مغفرة}، {فاستبقوا الخيرات}، {فاسعوا إلى ذكر الله}، {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. وأما لعمل الدنيا فأمر تعالى بالسير "بالهوينى": {فامشوا في مناكبها}، {وآخرون يضربون في الأرض}، فتدبر السر الدقيق في آيات الذكر الحكيم.


آيات السراء والضراء الأحكام سورة آل عمران


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع