مدونة الدكتور حميد ابولول جبجاب


موعدنا الجنة ...... ( قراءة ما وراء الوثيقة في استشهاد السيد محمد باقر الصدر )

الدكتور حميد ابولول جبجاب | heemed Apoulol Chibchab


31/01/2025 القراءات: 14  


موعدنا الجنة ...... ( قراءة ما وراء الوثيقة في استشهاد السيد محمد باقر الصدر )
أ.م . د . حميد ابولول جبجاب الماجدي
أُعلن اليوم الجمعة ٣١ / ١ / 2025 رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خبر إلقاء القبض على قتلة الشهيد السيد (محمد باقر الصدر) وأخته العلوية بنت الهدى الذين تم تصفيتهم في عام 1980 من قبل أزلام حزب البعث المنحل في العراق .قبل الخوض بموضوع الشهيد السيد محمد باقر الصدر لابد إن نتطرق على أهمية الوثيقة في الدراسات والإحداث السياسية والتاريخية... إن دراسة التاريخ منهج ورؤية بعيدة تلخّصها في النهاية وثائق وأسانيد، تضم في سطورها حقائق ،وتكشف عن أمور وموضوعات تتجدد مع البحث العلمي على الدوام ، وتفتح أمام العيون أبواباً للاجتهاد والدراسة والتحليل وفقاً للظروف والعوامل التاريخية التي إستوجبتها تلك الوثائق في مرحلة زمنية معينة .بعد هذه المقدمة عن الوثائق وأهميتها في جميع الجوانب حتى في المحاكم فبعد عام ٢٠٠٣ وسقوط النظام البعثي الحاكم في العراق كثُرت الأحاديث عن مقتل الشهيد محمد باقر الصدر سواء من النظام السابق أم الاحزاب الإسلامية المنبثقة من اسم الشهيد، هناك الكثير من الروايات والأحاديث، حول تلك الحادثة ، وكتبت حولها الرسائل والأطاريح.
وكان الكلام ليس دقيقًا وبالأخص ما يتداول في الشارع حول تنفيذ حكم الإعدام، ومنها الوثائق والكتب الرسمية من مؤسسات النظام السابق تبين آلية الإعدام كلها تذكر تنفيذ الحكم في ٩ / ٤ / 1980 ( وهذا التاريخ ايضاً غير مؤكد حسب ما ظهرت من معلومات جديدة حول الية التصفية) ومن أهمها الكتاب الصادر من مديرية الأمن ومحكمة الثورة، كل هذه المعلومات كانت لا تمس الحقيقية بصلة حتى صدر كتاب مذكرات السيد (محمود الخطيب ) مدير مكتب السيد محمد باقر الصدر الذي ذكر اسم( سعدون صبري ) في بعض الصفحات جرى بعد ذلك التحري على هذا الاسم وتم التعرف عليه حيث إن المذكور " سعدون صبري جميل جمعة القيسي، من تولد 1947، شغل مناصب مهمة في زمن النظام السابق، أبرزها مدير أمن دوائر الدولة ومدير أمن البصرة والنجف، ومدير أمن الكويت بعد غزوها من النظام السابق ومديراً للأمن الاقتصادي، أن "القيسي المعروف لدى أجهزة الأمن بـ(العميد زهير)، هو مسؤول أيضاً عن مذبحة التجار العراقيين خلال فترة الحصار الاقتصادي أن القيسي ومساعده (عادل إبراهيم الأعظمي) الموقوفين الان في جهاز الامن الوطني العراقي، اقتادا المرجع الديني محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى إلى منطقة جسر ديالى "المكان المعروف حالياً بمدينة بسماية" جنوبي بغداد، حيث أعدما فيه يذكر الدكتور حميد عبد الله في حلقة من برنامج تلك الأيام وخلال لقائه ب القيسي يقول ينفذ بيده عملية الإعدام للصدر، والأعظمي أعدم بنت الهدى"، مضيفاً أن "القيسي هو الوحيد الذي يعرف مكان دفن بنت الهدى". وبعد ذلك دفن في مكان تنفيذ الإعدام ولكن بعد يوم او يومين اصدرت أوامر باستخراج جثة الشهيد محمد باقر الصدر وتسليمه الى النجف وإبقاء اخته بنت الهدى في المكان المذكور.
يذكر الدكتور حميد عبد الله ان هذا الإجراء جاء نتيجة للتحدي بين النظام والشارع العراقي ، وهنا لابد ان نبين للقارئ بعض النقاط .
١. إن كل ما صدر من الاحزاب الإسلامية التي انبثقت من اسم الشهيد الصدر حول قضية استشهاده كانت مجرد روايات وحديث شارع حتى المحكمة التي شكلت بهذا الخصوص لم تكن على اطلاع كامل حول الخفايا للقصة الحقيقة التي ظهرت اليوم وهذا يحسب عليها .
٢. على القارئ والباحث ان يتحرى الدقة ولا يطلق احكامًا بالاستناد على وثيقة رسمية كانت ام غير رسمية، اي عليه إن يكون أكثر دقة (بما وراء الوثيقة ) ونعمل حاليًا على كتاب بهذا العنوان يبحث عن ما وراء الوثيقة، ومدى مصداقيتها وهذا ما ظهر جليا اليوم بهذه القضية ، حيث تغيرت كل معطيات القضية بظهور شخصية سعدون صبري
٣. إن ما صرح به السيد رئيس الوزراء اليوم كانت بداية قبل ثلاث سنوات وهذا ما أكده الدكتور حميد عبد الله في برنامجه تلك الأيام
٣. العبارة التي أطلقنها عن اسم المقالة "موعدنا الجنة " هي العبارة التي ذكرها الشهيد محمد باقر الصدر لأخته بنت الهدى خلال تنفيذ التصفية .
فسلام عليكم عليك ابا جعفر يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا


الوثيقة ، محمد باقر الصدر ، ما وراء الوثيقة