أعتقد أننا نعيش انفصاما أو لنقل تأخرا كبيرا بين إدراكنا وإنتاجاتنا الأدبية، فنحن إلى اليوم مازلنا عاجزين عن مواكبة السيرورة الطبيعية للمعرفة، سواءً أكانتْ أدبا أو نقدا أو عِلما.
إننا إلى اليوم، مازلنا عاجزين عن المسايرة، فأحيانا نَتَقدمُ إنتاجاتِنا الأدبية وواقعَنا الثقافيّ والفكريَّ بأشواطٍ كثيرة (المناداة بما بعد البنيوية، والنقد الثقافي و...)، وتارة نتأخر عنه بقرون عديدة (قراءة الأدب قراءة انطباعية، وتعقب المعنى، وتكريس الموسوعية على حساب التخصص ...)، وأحيانا ننسلخ عنه كلية، (الإغراق في الترجمة والتماهي المستلَب مع النظريات الأدبية الغربية الحديثة على حساب الأدب نفسِه)، وتارة نتعصَّبُ له تعصبَ الجاهليِّ لقبيلتِه (رفض أي وافدٍ بدعوى الاستلاب والانسلاخ والتميُّع و...)، فصرنا كحاطب ليلٍ، يستوي لدينا النافع والضار، الجديد والبالي، والجيد والسقيم.