قام هذا الكتاب بذكر الفوائد التي يَجنيها المُستخرِج من الأحاديث المُستخرَجة على كتابٍ من كتب الحديث ، كصحيح البخاري أو مسلم أو سنن أبي داود أو مستدرك الحاكم...
والمُستخرَجُ هو: أن يأتيَ المصنِّف إلى كتاب البخاري أو مسلم، فيُخرِّج أحاديثه بأسانيدَ لنفسه من غير طريق البخاري أو مسلم، فيجتمع إسنادان للحديث, وذلك مما يزيد من قوة الحديث وعُلُوِّ سنده.
وليست هذه الأحاديث الواردة في المستخرجات كلها صحيحة، بل يرجع تفاوت الأحاديث صحةً وحُسْناً وضَعْـفاً إلى أسباب عدة ذكرها البحث في أماكنها.
وقد أكثر العلماء من المؤلفات في هذا الباب ، حيث وصلت إلى (45)مصنفاً وتأليفاً توزعت بين المستخرجات على البخاري ومسلم وبعض السنن والمستدركات.
ووقع اختياري على مستخرج أبي عوانة رحمه الله تعالى، لأنه لم يُفرَد عنه الحديث في مصنَّف مستقل، ونظراً إلى أنه غير معروف كثيراً في الأوساط العلمية.. وبما أنه فيه من الفوائد الحديثية والعلمية الشيء الكثير، فقد أحببت أن أهتم به تعريفاً ودراسةً ، حتى يكون نَوَاة أساسية ، ومادة علمية جاهزة لأرباب الاختصاص من أهل الرسائل العلمية.
ثم إن فوائد هذه المستخرجات عامة تتلخص في علو الإسناد، وزيادة الثقة، وبيان أحكام فقهية في الحديث، وتوضيح المقصود في الحديث، وشرح غريبه، وتمييز رواية المختلط، والتصريح بالسماع وبالأسماء المبهمة، وتعيين الإدراج في الإسناد، ورفع الموقوف، ووصل المعلقات...
لقد بحثت هذه الفوائد كلاً على حدة ، مع الاكتفاء بمثال أو مثالين؛ خشية الإطالة.
والله تعالى من وراء القصد
الدكتور نايف بن ناصر المنصور | Naif naseer almansoor | 13936