القيادة التحويلية ودورها في تمكين العاملين
مجدي محمد كلاب | Magdi Mohammed Kullab
17/10/2020 القراءات: 5341
ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويتمتع بتطلعات قيادية، أو يمارس نوعا من القيادة في حياته اليومية. فهذه القيادة يمارسها المدير مع الموظفين، والمعلم مع الطلاب، والزوج مع زوجته وأبنائه، على عكس ما هو سائد عند بعض العرب الذين ما ان سمعوا بمصطلح القيادة حتى ربطوه فورا بالزعماء السياسيين, إن قضية صناعة القادة ليست بالعملية السهلة، خصوصًا وأنت تتكلم على مستوى أمة من الأمم فهي وظيفة تتشارك فيها الأسر والمؤسسات التعليمية وأساتذة الجامعات والتربويين والمشايخ وطلبة العلم، أو بمعنى آخر إن عملية صناعة القادة إذا أردنا أن تكون على مستوى أمة؛ فينبغي أن يصنع المناخ الملائم لذلك، وسنحاول أن نضع علامات في الطريق وإلا فالموضوع يحتاج إلى دراسة مستقلة وبحث مستفيض.
تعد قيادة المنظمات عنصراً حيوياً في حياة المنظمة واستمرار وازدهار نشاطاتها وعملياتها المختلفة، ونرى أن الإدارة العليا في المنظمات تنفق أموالاً باهظة بحثاً عن المواهب القيادية ومن ثمّ تدريبها وتطويرها, إن تعقد العمليات الإدارية والاتجاه إلى كبر حجم المنظمات، وتعدد العلاقات الداخلية والخارجية وكذلك تأثير الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية على هذه المنظمات يحتّم عليها مواصلة البحث والاستمرار في التجديد والابتكار والتطوير وهي أمور لا تتحقق إلا في ظل قيادة إدارية واعية ومتفهمة فالقيادة الإدارية الفعالة تعد سلعة قيمة في سوق يتميز بالندرة، ولا عجب عندئذ أن نرى لجوء المنظمات إلى استخدام كافة وسائل الإغراء المادية والمعنوية لجذب الكفاءات الإدارية القيادية الخارجية، وإنفاق الأموال الكثيرة على عمليات التدريب والتطوير الإداري, أن القيادة هي قمة التنظيم الإداري، التي تعمل على تحقيق أهداف المنظمة من خلال قيادة الأفراد وتوجيههم نحو الحلول المثلى في الأوضاع الطبيعية وغيرها
أن التغيير يحدث في كل مكان، وأن سرعتة في ازدياد وتعقد، وأن مستقبل نجاح منظماتنا يعتمد على كيفية قدرة القادة على قيادة التغيير. وربما تكون القيادة والتغيير من أعظم التحديات التي تواجة المنظمات في الوقت الحاضر، وقد يتفق اغلب الباحثين في مجال القيادة والتغيير مع Burn, 1978) ( في أن مهام القائد الرئيسية تحقيق التغيير وأن التغيير يتطلب قيادة, وأن القدرة على التعامل مع التغيير بأسلوب فعال يتطلب أسلوب قيادي، أطلق علية Burn مسمى القائد التحويلي, ووفقاً لدراسة الجمعية الأمريكية للإدارة (1994) فان القيادة تمثل المفتاح الأساسي لنجاح التغيير، ومن هنا أصبح موضوع دور وأهمية قيادة التغيير محور اهتمام الدارسين والباحثين طوال العقدين الماضيين ولا شك أن الاهتمام بمفهوم القيادة التحويلية يشكل عنصراً أساسياً للمؤسسات والمنظمات خصوصاً في ظل التحديات والتغيرات المتسارعة, ولمواجهة هذه التحديات فأن منظمات الأعمال تحتاج لنموذج جديد قادر على قيادة التغيير
يسهم التمكين الإداري في الاستفادة من مكامن قوى أعضاء المنظمة وإشراك هؤلاء الأعضاء باتخاذ القرارات التي تدل على مساهمتهم وقدراتهم على تحقيق الإنجازات أي بالاعتماد على أنفسهم وقدراتهم الشخصية, والتمكين الإداري هو شكل من أشكال إشراك الأفراد في القرارات بهدف كسب إلتزامهم وتحسين مساهمتهم, فالقيادة الناجحة تقوي وتمكن الأخرين وتزودهم بالمعلومات والمسؤولية والسلطة والثقة لكي يصنعوا قرارات ويتصرفوا باستقلالية ضمن حدود خبراتهم, ويضيف شرمر هورن: أن الأفراد المتمكنين والذين أعطيت لهم القوة يتحركون ويعملون بالتزام قوي وبنوعية عمل عاالية فالقادة الفعالون هم الذين يقودون ويسمحون بتمكين مرؤوسيهم ويعلمون بأن القوة تمكن في تحريك التزام وولاء جميع العاملين باتجاه الرؤية الاستراتجية المنظماتية فالقيادة بالتمكين هي القيادة التي تشجع الأفراد على استخدام خبراتهم ومعرفتهم في مقاربة العمل وانجازه بالشكل الصحيح
إدارة قيادة تسويق
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أتشرف بالقراء الأعزاء
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة