كيف تختصر الوقت والجهد عند إعداد القسم الدراسي في بحوث تحقيق المخطوطات؟
03/03/2021 القراءات: 4579
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه باقة من النصائح البحثية التي أثمرتها تجربتي الشخصية في هذا الباب، قد يستفيد منها من هو مثلي من المبتدئين في هذا النوع من البحوث، وأسأل الله القبول والسداد:
• أولا: قبل أن تبدأ في العمل على النص المخطوط إما بالنسخ -إن لم ينسخه غيرك- أو ما يتلوه من مراحل تعاملك مع النص: هو أن تحضِّر خطة أولية مفصَّلة للقسم الدراسي من البحث في ملف وورد مستقل، مع مراعاة أن تكون خطتك متكاملة فيما يخص المؤلف والكتاب.
• ثانيا: اجعل كل فصل أو مبحث أو مطلب أو فرع في صفحة مستقلة بحسب ترتيب خطتك.
• ثالثا: بعد أن تفعل هذا ستكون قادرا على تصور خطة بحثك جيدا، وبالتالي تكون مدركا لنوع المعلومات التي تحتاج إليها لملء تلك الصفحات الفارغة التي سبق وأعددتها.
• رابعا: عند قيامك بنسخ المخطوط أو بمقابلته أو بالتعليق عليه وهي مراحل التعامل مع النص، حاول أن تستفيد من كل معلومة يمكن استثمارها في دراستك ولو كان فيها بعد، سواء ما يتعلق بشخصية المؤلف أو بدراسة الكتاب، وهذا هو الموضع الذي يفيدك فيه تصورك السابق للخطة، وينبغي أن يستمر معك هذا الأمر في جميع مراحل تعاملك مع المخطوط.
• خامسا: عندما تدرك أن هذه المعلومة تحتاجها في دراسك، أو أن لها تعلقا بعنصر من عناصر خطتك قم بنقلها إلى موضعها المناسب في الملف الذي أعددته سابقا في شكلها الخام.
• سادسا: لا تلتفت إلى صياغة هذه المعلومة حتى تناسب موضعها ابتداء، بل اكتف بنقلها كما هي، حتى تختصر الوقت، إلا إذا كان وجه الاستفادة منها غير مباشر، فيمكنك أن تضع علامة تدل عليه.
• سابعا: ستجد في كل مرة تمر فيها على المخطوط أنك تستفيد معلومات جديدة، ولما كانت المعلومات التي تخدم خطتك الدراسية منها ما هو مباشر في علاقته ومنها ما هو غير مباشر؛ فلا بد لك حينئذ من استنطاق النص المخطوط حتى تستخرج منه ما لا يمكن أن تجده في غيره، وهنا موطن تفاوت الباحثين وتميزهم.
• ثامنها: بعد استيفائك لمراحل التعامل مع النص المخطوط في الجملة وتنظر فيما جمعته من معلومات؛ ستجد أنه اجتمع لك في أثناء ذلك كم لا بأس به من نصوص، وتكون قد أنهيت جزءا كبيرا من القسم الدراسي ووفرت نصف الوقت والجهد، في حين أنك لو أخرت جمع معلومات القسم الدراسي إلى ما بعد فراغك من مراحل التعامل مع النص فإن هذا سيأخذ من وقتك وجهدك ضعف ما تأخذه الطريقة الأولى، إضافة إلى أن كثيرا من المعلومات ربما إذا فاتك موضعها أو وجه الاستفادة منها في أول مرة قد لا يمكنك الوقوف عليه مرة أخرى، وربما تذهل عن تذكر بعض ما مر بك.
• تاسعا: هذه المعلومات التي جمعتها تختلف طريقة التعامل معها، فبعضها يحتاج إلى إعادة الصياغة، وبعضها يحتاج إليه كما هو، ومنها ما لا يفيد إلا بضمه إلى غيره، ومنها ما يمكن الاستغناء عنه، وهنا تأتي عملية الترتيب والغربلة والتنقيح.
• عاشرا: بعد ترتيب هذه المعلومات وتنقيحها تبدأ عملية إضافة ما ليس موجودا وتكميل ما هو ناقص حتى تستوفي متطلبات الخطة الدراسية.
• وجميع ما سبق ذكره يفيدك في:
- التصور المتكامل لبحثك، والفهم الجيد لموضوع الكتاب ومضمونه.
- سيكون بحثك بعد هذا مرتبا منظم الفصول والأفكار.
- توفير الوقت والجهد، وصرف الفاضل منهما في أمور أخرى مفيدة، مثل إعداد مقال الناقشة وحضور الملتقيات ونحو ذلك.
- يحقق لك هذا الاستفادة القصوى من الكتاب المخطوط، وتوظيفه في جميع مراحل الدراسة، والاستغناء عن كثير من المصادر الخارجية.
وهذا آخر ما أردت قوله والإفادة به، والعلم عند الله تعالى، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
جمال حاروش/ الجزائر العاصمة
19/7/1442-3/3/2021
تحقيق المخطوطات؛ البحث العلمي؛ القسم الدراسي.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة