عنوان المقالة:طرائف وذكريات عن مهن اليهود في الحلة
أ. علي كامل حمزه السرحان | Prof. Ali Kamil Hamzah Alsrhan | 8355
نوع النشر
مقال علمي
المؤلفون بالعربي
علي كامل حمزه السرحان
المؤلفون بالإنجليزي
Ali kamil Hamzha Al-srhan
الملخص العربي
كانت الأقلية اليهودية في لواء الحلة نشطة، حيث عملت في مختلف ضروب الحياة الاقتصادية بكل حرية، حيث زاولوا مهنة التجارة واستثمار الأراضي الزراعية والصيرفة، فضلاً عن باقي المهن الأخرى من الطب والصيدلة والتعليم والمحاماة والفنون والتمريض. كما احترفوا معظم المهن المحلية في لواء الحلة مثل صياغة المخشلات الذهبية والفضية، وخياطة الملابس الرجالية والنسائية، وصباغة الغزول وتداوي المرضى بالأعشاب الطبية (الطب الشعبي)، وتصليح الأواني المنزلية والطباعة والنجارة وغيرها من الحرف الشعبية، وقد عمل اليهود أيضا في صناعة المشروبات الكحولية وتوليد الطاقة الكهربائية وبيع المنتجات النفطية والإقراض المالي. ولأهمية تلك المهن والحرف والصناعات الشعبية لدى يهود الحلة، سوف نسلط الضوء على أهم تلك المهن والحرف والصناعات الشعبية التي عمل فيها اليهود في لواء الحلة. الطب:- عمل اليهود في مهنة الطب باعتبارها من المهن المرموقة في المجتمع العراقي، ومجتمع مدينة الحلة جزء منه، لما يكنه أبناء المجتمع من تقدير واحترام لأصحاب تلك المهنة، وبما إن أبناء الأقلية اليهودية في لواء الحلة وباقي مدن العراق الأخرى كانوا سباقين في تعلمهم اللغات الأجنبية مثل (الانكليزية والفرنسية) التي ساعدتهم على احتراف مهنة الطب، لان مصادر تعلم هذه المهنة عن طريق قراءة ودراسة الكتب الأجنبية وبالذات الانكليزية والفرنسية، وبما إن أبناء الأقلية اليهودية معظمهم قد درس في مدارس الاتحاد الإسرائيلي (الاليانس) المنتشرة في عموم العراق ومنها في لواء الحلة باعتبارها من المدن الرئيسة في العراق وفيها أقلية يهودية غير قليلة. مارس أبناء الأقلية اليهودية مهنة الطب في لواء الحلة، وعملوا في مستشفيات ومستوصفات اللواء مثل (ضياء ماميش ويعقوب الزاجي) اللذان عملا طبيبين في مستشفى الحلة الملكي، و(نسيم خضوري)) الذي عمل طبيباً في المستوصف الملكي في الهاشمية، وفتح عيادته الخاصة في مدينة الحلة . لقد تخصص الأطباء اليهود في مختلف الاختصاصات الطبية، حيث نجد (يعقوب وذن) قد تخصص في طب الأسنان وعمل في مستشفى الحلة الملكي، وفتح عيادته الخاصة في المدينة لاستقبال المرضى فيها . التداوي بالأعشاب قبل ظهور الطب الحديث بما هو عليه الآن، كانت هناك طريقة يتطبب بها الناس برغم تأخرها علمياً وهي عملية التداوي بالأعشاب الطبية (الطب الشعبي)، فقد كان المرضى يذهبون إلى المعالج من أبناء الأقلية اليهودية في لواء الحلة إلى محل عمله (دكان) أو محل سكنه لاتخاذه مكاناً لعمله يزاول فيه مهنة التداوي، وذلك لعدم توفر الأماكن المختصة بالتداوي والتي يجب أن تكون تحت إشراف الدولة، وذلك بسبب إهمال مقصود من قبل سلطة الانتداب البريطاني التي كانت تحكم البلاد، ومن ثم تقصير من قبل السلطة الوطنية المركزية والمحلية بعد الاستقلال. وإذا ما حصلت حالة مستعصية لبعض المرضى يستوجب لها عدم مفارقة المعالج لمريضه، فيخصص قسم من دار المعالج لرعاية مثل تلك الحالة، وإما فيما يخص الأجور فلا قياس عليها، فأغلبه يكون مجاناً يبتغون فيه مرضاة الله، ويكتفون بما تجود به يد المريض أو من يلازمه من أهله وأقرباءه. ومن أشهر الذين عملوا في مهنة التداوي بالأعشاب من أبناء الأقلية اليهودية في لواء الحلة (إبراهيم اليهودي)) الذي كان له محلاً (دكان) لمزاولة تلك المهنة في ناحية المدحتية، ولم تقتصر مهنة التداوي بالأعشاب على الرجال وحدهم، بل مارست بعض النسوة تلك المهنة على الطريقة التقليدية لا سيما طب العيون، حيث كانت هنالك امرأتان يهوديتان سكنت إحداهما الصوب الصغير في مدينة الحلةـ وأخرى سكنت محلة الجباويين، كانتا تداوي الأطفال من مرض(رمد العيون). الصيدلة يعد العراقيون أول من أشتغل في تحضير الأدوية والعقاقير فضلاً عما استنبطوه من بطون الكتب ليسايروا مرحلة الأدوية الجديدة، وهم أول من أنشأ حوانيت الصيادلة على ماهية عليه اليوم، فقد ظهر في مدينة الحلة عدة أشخاص من أبناء الأقلية اليهودية مارسوا عملهم في صناعة وتحضير الأدوية حسب الطريقة القديمة، مثل (دلومي وافرا يم). وكانت أول صيدلية عصرية (أجزخانة) للتداوي حسب الطب الحديث المجهز من قبل شركات الأدوية أفتتحت سنة 1934 في مركز مدينة الحلة تحمل اسم (صيدلية سيمون)صاحبها رجل من أبناء الأقلية اليهودية الحلية أسمه (سيمون الزاجي). القبالة:- كـان اعتمـاد سكـان الحلـة علـى القابــلة أو المــولدة التــي تسمـى محليـاً (الحـبـوبة) أو (الجـدة) فـــي مساعـــدة النسـاء الحــوامل علـى الـــولادة، وكـانـت تحـوي كـل محـلة مـن محـلات الحلـة على قابلة مختصة بالولادات وقد اشتهرت في تلك المهنة من أبناء الأقلية اليهودية في مدينة الحلة(بدرية اليهودية) في محلة المهدية، وقد عملت مساعدة للطبيب (يوسف جبور) أثناء عمله في عيادته الخاصة الواقعة في بداية (عكد اليهود) .
تاريخ النشر
05/02/2019
رقم المجلد
رقم العدد
الصفحات
3
رابط الملف
تحميل (130 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
مهن واعمال، يهود الحلة
رجوع