رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (251)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
24/12/2024 القراءات: 29
-فضل نشر العلم:
روى أبو نُعيم في «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» (5/ 199) عن عثمان بن عطاء، عن أبيه (عطاء الخراساني ت: 135) قال: «إنَّ أوثق عملي في نفسي نشري العلم».
***
-مِن تصرُّف المحققين:
قال الشيخُ محققُ كتاب "شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم" للإمام الخركوشي (2 /199) في: باب ما جاء في فضل مكة: "أورد المصنِّفُ الآيات غير مرتبة، فرتبناها حسب ترتيبها في السورة، وبحسب ترتيب السورة في القرآن".
***
-قاض مكاشَف:
هو الإمام، الزاهد، المحدث، صدر الدين أبو محمد عبدالرحيم بن نصر بن يوسف، البعلبكي الشافعي، قاضي بعلبك (ت: 656). قال الذهبي: "قال الشيخ قطبُ الدين: كان فقيهًا عالمًا، زاهدًا، جوادًا، كثيرَ البر، مقتصدًا في ملبسه، ولم يقتن دابة. وكان رحمه الله يقوم الليل، ويكثر الصوم، ويحمل العجين إلى الفرن ويشتري حاجته، وله حرمة وافرة. وكان يُخلع عليه بطيلسان دون مَن تقدمه مِن قضاة بعلبك. وكان ورعًا متحريًا، شديد التقوى، سريع الدمعة. له يدٌ في النظم والنثر. تفقه بدمشق على الشيخ تقي الدين ابن الصلاح. وسمع من: التاج الكندي، والشيخ الموفق، وجماعة. ومات في تاسع ذي القعدة.
وقال الصاحبُ أبو القاسم ابنُ العديم في "تاريخه": عبدالرحيم بن نصر بن يوسف بن مبارك أبو محمد الخالدي البعلبكي قاضي بعلبك، رجل ورع، فقيه. صحب الشيخ عبدالله اليونيني، وتخرَّج به، وتفقه. وسمع من شيخنا ابن رواحة، ومن غيره. وحدثنا بحديثٍ واحدٍ بمنزله ببعلبك، قال: أخبرنا ابن رواحة، قال: أخبرنا السِّلفي، فذكر ابن العديم حديثًا. وقال الفقيه عبدالملك المعري: ما رأيتُ قاضيًا مكاشَفًا إلا القاضي صدر الدين، وذكر حكاية.
وقال خطيبُ زملكا: توفي صدر الدين وهو في السجدة الثانية من الركعة الثالثة من الظهر. سجدها وكان يصلي بالمدرسة إمامًا، فانتظره مَن خلفه أن يرفع رأسه، ثم رفعوا رؤوسهم وحرَّكوه فوجدوه قد مات. هكذا ذكره ابن العديم.
وقد رثاه القاضي شرفُ الدين ابن المقدسي بقوله:
لفقدك صدرَ الدين أضحتْ صدورُنا ... تضيقُ، وجاز الوجدُ غاية قدرهِ
ومَن كان ذا قلب على الدين منطو ... تفتتَ أشجانًا على فقد صدرهِ
تاريخ الإسلام (14/ 824).
***
-ملتقى العلماء لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم:
-شاركتُ عشية السبت (20) مِن جمادى الآخرة (1446) = (21/ 12 / 2024م) مشاركة علمية عن بُعد في "ملتقى العلماء لنصرة خاتم الأنبياء" الخامس، وعنوان مشاركتي: السِّير النبوية الموجزة: السيرة النبوية لابن الجوزي أنموذجًا. بدأتُ بحديث الرحمة، وشكرتُ المنصة والعاملين فيها، وأثنيتُ على الملتقى، وتكلمتُ على أن العلماء عاشوا عصرهم، وينبغي أن نقتدي بهم، ومِن ذلك تعدد صور التأليف مراعاة لأصناف الناس، ثم قرأت السيرة النبوية الموجزة التي أوردها ابن الجوزي في كتابه "روضة الناقل ونزهة العاقل" (ص: 41-57). وأرسلتْ المنصةُ شهادة شكر وتقدير على المشاركة. شكر الله لهم.
***
-الصُّلب لا القلب:
كتب إلي الشيخ المحقق البحاثة ذاكر الحنفي تعليقًا على مقال "همة العلماء وصبرهم على البحث" الذي نشرتُه قائلًا: أحبُّ لطلاب العلم قراءة هذا المقال بإمعان" قال -وفقه الله-:
"مما حدث للفقير أن الإمام الألوسي نقل في "حاشيته على شرح قطر الندا" عن شرح "التصريح" نصًّا يذكر فيه الكلْيتين وأنهما لازقتان بعظم (القلب).
ثم ذكر أنه ليس للقلب عظم، وليست الكليتان قريبتين من القلب! وطلبَ تحريرَ المسألة!
فلما رجعتُ إلى "التصريح" وجدتُ النصَّ كما نقله الألوسي.. ثم لم أزل أتتبع النصَّ حتى وقفتُ عليه في مصدرٍ يسبق العلامةَ الأزهري.. وإذا النصُّ: لازقتان بعظم الصُّلب!
***
-تحفة الأكياس في تفسير قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس}:
هذا كتاب نافع للشيخ أحمد بن السيد محمد الحموي الحنفي رحمه الله، صورتُه من الحرمين الشريفين، يسر الله نشره، وهذه ديباجته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الكعبة البيت الحرام قبلة للناس، وحرمًا آمنًا يأمن العائذ به من الباس، وخصه بآيات بينات منها مقام إبراهيم، والحجر الأسود، وزمزم، والحطيم. والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه، وأكرم أصفيائه، محمد النابغ ضِئْضُؤه من أشرف تلك البقاع، وعلى آله وأصحابه والأتباع.
وبعد: فقد جرى في المجلس العالي مجمع المفاخر والمعالي، مجلس سيد الوزراء حقًّا، المؤيد من السماء صدقًا، الوزير المعظم، والدستور المسير المفخم، أكرم الوزراء وأعظم الكبراء، كافل الديار المصرية والأقطار اليوسفية، الوزير عبدالرحمن باشا - بلغه الله من الخيرات ما شا - الكلام على قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنًا}.
فاستشكل -حفظ الله حوباءه، وكبتَ أعداءه- الأولية المذكورة في الآية، بما شاع واشتهر في البدو والحضر واتفق عليه أرباب الملل والنحل من أن الباني لهذا البيت الكريم الجليل خليل الله إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم وقال: إن مقتضى هذه الأولية أن لا يكون لمن قبل إبراهيم من الأنبياء وأممهم بيتٌ يستقبلونه في صلاتهم، ويفزعون إليه عند مهماتهم وملماتهم، ثم إنه تاقت نفسُه الكريمة إلى الوقوف على ما ذكره علماءُ التفسير في هذا المقام، وما لهم فيه من نقضٍ وإبرام، وطلب مني بعضُ الأعزة الكرام، ممَّن شمله ذلك المقام، تحريرَ الكلام في ذلك، والتقصّي عما هنالك، بما تنحل به عقدة ذلك الإشكال، ويرتفع الخصام والجدال، فأجبته لذلك، وإن لم أكن أهلًا لما هنالك، رجاء الانتظام في سلك خدمة تلك الحضرة العليّة، والسدة الحسنية، حاطها الله من الأسواء، وجعل مكانها مجاوزًا لذؤابة الجوزاء.
ثم الكلام على هذه الآية ينحصر في ثلاثة مقاصد:
المقصد الأول: في سبب نزول هذه الآية، وفي اتصالها بما قبلها.
المقصد الثاني: في المراد بالأولية وما تنحسم به مادة الإشكال بالكلية.
المقصد الثالث: في بيان ما خصّ الله به هذا البيت الكريم من الآيات البينات، والمزايا الباهرات.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة