مدونة الدكتور واصف يوسف العابد


العنف المهني ضد المراة العاملة - 3 -

د. واصف يوسف العابد | Dr. Wassef Youssef EL ABED


28/05/2022 القراءات: 1644  


العنف المهني ضد المراة العاملة - 3 -
====
كما يجب التأكيد على نسبة العاملات غير المشاركات في التأمين الصحي (وغير المشاركات في الضمان الاجتماعي وغير المشاركات في صناديق الادخار والإسكان واللواتي يحرمن من ساعة الرضاعة ، كما بلغت نسبة من يجبرن على القيام بالعمل الإضافي دون أجر مرتفعة جدا و الدوام أيام العطل الرسمية والأعياد.

ويعود السبب في الانتهاك إلى عدم وضع العقوبة القاسية بأغلب الدول العربية على من يهمش القانون ولا يعمل به، كما أن صاحب العمل من مصلحته الاقتصادية عدم تنفيذ القانون لعدم الخسارة المادية.

ويعد التهديد بالشيء وقوعه فعلاً في نفس الضحية، وقد يمارسه أصحاب العمل حرصاً على ممارسة السلطة العليا التي تعني من وجهة نظرهم سير الأمور على خير ما يرام وعدم التسيب والإهمال في العمل.

ومن أشكال العنف الموجه للمرأة العاملة العنف العائلي وهو العنف الممارس من قبل الزوج أو الأب أو الإخوان في الأُسرة الواحدة،

ومن أكثر أشكال العنف العائلي شيوعاً التدخل في اختيار مكان العمل ووقته وطبيعته وعدم ترك حرية الاختيار للمرأة وهي الاستيلاء على راتب المرأة العاملة،

وهذا مؤشر على أن التوجه في عمل المرأة هو توجه مادي وليس ذاتياً من قبل الأهل، بمعنى أن الزوج والأهل يسمحون للمرأة بالعمل من أجل المساعدة في مصروفات البيت وحتى لا تكون عالة على أهلها وزوجها في مصروفها الخاص.
وأخيرا لا ننسى أن المضايقات والتحرشات الجنسية كانت أقل أشكال العنف الوظيفي شيوعاً
وأشارت النتائج إلى أن أكثر أشكال التحرشات الجنسية انتشاراً إبداء الإعجاب والغزل الصريح.
وتعد المصافحة المتعمدة والنظرات الجنسية من أكثر أشكال التحرشات الجنسية شيوعاً
ويعد موضوع المضايقات والتحرشات الجنسية من أكثر أشكال العنف خصوصية وتحسساً لذلك لم تكن الإجابات صادقة في مجملها، فليس من السهل على المرأة أن تصرح بما واجهته من عنف في المجال الجنسي لأن تصريحها بذلك يُعد إدانة لها من وجهة نظر المجتمع، فتبقى صامتة دون تصريح بذلك لئلا تتهم برغبتها بذلك، وعدم مقاومتها لأي من أشكال العنف الممارس عليها.


وتعد النساء غير المتزوجات أقل عرضة للعنف الجندري لأن حاجاتهن من الإجازات مدفوعة الأجر أقل بكثير من المتزوجات.

وفيما يتعلق بالانتهاك القانوني، أشارت البيانات إلى أن العاملات المتزوجات أكثر عُرضة لانتهاك حقوقهن القانونية، لأن حالتهن الاجتماعية تضفي عليهن ممارسة حقوقهن في قانون العمل، في حين أن العزباوات لا يحتجن لذلك.

فيما يتعلق بنوع المهنة وأنواع العنف دلت النتائج على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين نوع المهنة والعنف الجندري والانتهاك القانوني والتهديد.

وعلى أن العاملات في القطاع الصناعي يتعرضن إلى انتهاك حقوقهن القانونية عن غيرهن من القطاعات، كما أن العاملات في نفس القطاع يتعرضن إلى عنف جندري من حيث عدم المساواة في الوظائف والأجور والمعاملة، ويتعرضن إلى التهديد بشكل كبير.

وأشارت النتائج إلى أن العاملات في الوظائف الخاصة يتعرضن لمضايقات وتحرشات جنسية أكثر من اللواتي يعملن في القطاع الحكومي، كما أن العاملات في القطاع الخاص يتعرضن إلى انتهاك حقوقهن القانونية أكثر من العاملات في القطاع الحكومي ولأن القطاع الحكومي يمنح العاملة أمناً وظيفياً واستقراراً عالياً.

في حين لا يوجد علاقة واضحة بين تعرض المرأة للتهديد والعنف الجندري بين القطاع العام والخاص.

دلت البيانات على أن ارتفاع المستوى التعليمي للأب والزوج يحمي المرأة من التعرض للعنف الأُسري في حين أن انخفاض مستوى الدخل للأُسرة ساعد في ممارسة العنف الأُسري ضدها بأشكاله المتعددة.

ولا توجد أي علاقة بين مكان الإقامة للمرأة العاملة والعنف المجتمعي وهذا يعني أن النساء في الريف والمدن يتعرضن لاتهامات المجتمع بخصوص عملهن دون فوارق جغرافية.

** التوصيات

1 - إجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بظاهرة العنف الوظيفي في العالم العربي، للوقوف على المزيد من الحقائق في هذا الحقل.

-2 دراسة كل نوع من أنواع العنف الوظيفي ضد المرأة في دراسة مستقلة.

-3 تفعيل القوانين والتشريعات التي تحمي المرأة من العنف الموجه لها في العمل.

-4 تفعيل الرقابة القانونية على أصحاب العمل نظراً لارتفاع نسبة الانتهاك القانوني في عينة الدراسة، وممارسة العقوبات الصارمة في حق كل من ينتهك الحقوق.

- 5 إعداد الدورات التدريبية للتوعية في مجال الحقوق القانونية للمرأة في العمل، وكيفية ممارستها.

-6 المساهمة في تغيير الثقافة الاجتماعية السائدة في حق المرأة من خلال الندوات التي تتحدث عن دور المرأة وأهمية وجودها في كل مجالات الحياة العملية.

-7 إنشاء مؤسسات مساندة وهيئات عمل لتقديم المساعدة القانونية والإرشادية للنساء العاملات ضحايا العنف الوظيفي.

-8 إعداد الدورات التدريبية على كيفية مواجهة التحرشات والمضايقات الجنسية في بيئة العمل.

9 - ابتعاث العاملات والمعدات لدراسات العنف ضد المرأة، لأخذ الخبرة العملية والعلمية من خلال الدراسة والتدريب
==
اعداد الدكتور واصف يوسف العابد


العنف ضد المرأة - العنف المهني - المرأة نصف المجتمع - الواقع للمراة - للمساعدة المالية - التطور


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع