مدونة فاتن ريدان رايسي


تذكير بالنداء لاكتتاب جماعي حول موسيقى الأفلام

أ.دة فاتن محمد ريدان | Ap Dr Faten Mohamed RIDENE


06/04/2020 القراءات: 4491   الملف المرفق



الموسيقى في السّينما: تمثّلات اثنو-بسيكولوجيّة إنّ القيمة الحسيّة أو الإخباريّة أو الدلاليّة أو السرديّة أو الهيكليّة أو التعبيريّة ، والتي يقودنا الصّوت المسموع خلال مشهد ما ، لنقوم بإسقاطه على الصورة ، إلى درجة خلق انطباع لدينا بأننا نرى فيها ما في الواقع وبأنّنا في حضرة " الصَّوْتِ المُشَاهَدْ". ما هو إلّا تأثير ، شائع الاستخدام، والذي غالبًا ما يمرّ في لاوعي الذين يتكبّدونه. وبغية أن نكون على دراية بظاهرته، ونعيد اكتشاف آليته ، وجب علينا تفكيك المزيج السمعي-البصري، وذلك عن طريق مراقبة الصوت والصورة من نفس اللّقطة، بشكل منفصل. حينها فقط ندرك أنه من خلال المؤثّرات المختلفة ، لا يتوقف الصوت عن التأثير فيما نراه "(Chion ، 2006 ، صفحة 221) الديباجة: بناءً على ولادته صامتا، ظلّ كلّ شريط روائّي يقود مخرجه إلى إرفاقه بمقطوعة موسيقيّة، تعزفها فرقة خلال عرضه، بهدف أن تطبعه بالمشاعر وتجعل المشاهدين يعبرون عن الأحاسيس التي تنتابهم ، وذلك سواء عن طريق الابتسامات ، أو الدموع أو التصفيق أو تقطّب الوجوه. ومع مرور الزمن تطور كل شيء: إذ بات بإمكان معزوفة كاملة، أُلِّفَتْ باسم الشّريطِ، أن ترافق تطوّر نسق أحداثه فتميزه، سواء من خلال صوت داخلي للإطارِ، أين تتجسّد الأغنية المؤدّاة من طرف الشخصيّة لتنقل مشاعرها إلى الجمهور، أو صوتٍ باطني- يتم تمييزه عن طريق أغنية لا تُنفّذ من قِبل الممثلين ولكن تُرافق تأملاتهم وحركاتهم وأحاديثهم، أو "موسيقى داخليّة" يعزفها الممثلون بآلات داخل الاطار ،أو يُخيّل لنا أنّهم يقومون بعزفها، في حين أنّها ترافق تجسيدهم فقط ، مع امتلاكها لرابط قويّ مع الشخصيّات التي تعزفها(سواء أكانت هاوية أو محترفة في الموسيقى ) ،أو " موسيقى باطنيّة" تُرافق مشهدًا لوضعه في إطار شاعريّ خاصّ ومثير، أو مؤثّرات صوتيّة تُقلّد الأصوات الطبيعية بأخرى اصطناعيّة مخلوقة في علاقة بالسيناريو، أو صمت مطلق يدعو المستمع إلى تركيز عميق مع المشهد قادر حتّى على لمس إحساس الأنا الأعلى لدى المشاهد... كل هذا التنوّع في الجزئيات الصوتيّة ، لايُمثِّلُ سوى القطع التي تكمل اللّغز، ووصلات ينجح اتصالها لتكوين سلسلة شديدة التماسك، بل لِنَقُلْ قطعةً فنيّةً متكاملةً تُسمى "فيلم الخيال". إنَّ للموسيقى دورًا أساسيًا وفريدا تلعبه في الأشرطة السّينمائيّة: فهي تجادل نفسيّة الشخصيات ومميزاتها الإثنية، سواءً تلك الخاصة بكاتب السيناريو أو الممثل أو الموسيقي أو مركّب الفيلم أو مخرجه. إذ يأمر الأوّل، أي كاتب السيناريو، أن تُعرض الشخصيّة في حالة نفسية وهويّة، محددتيْن بشكل جيّد، أمّا الثاني، أي الممثّل، فهو المستخدم لملامح وجهه وحركاته مثل التشكيلية، لتمثيل الشخصيّة بطريقة أقرب ما يمكن من الحالة الموضحة في السيناريو. ولا يمكن تحقيق الكمال إلا من خلال تكرار التقاط نفس المشهد ، عديد من المرات، بحيث يختار مُركّب الفيلم أفضلها. ولكن حتى أفضل مشهد تم تركيبه بشكل صحيح، مقارنةً بالفيلم بأكمله، لن يكون كافيا لإقناع الجمهور دون إضافة مقطع موسيقي يجعل المشاهدين منغمسين تماما في قصة الشريط ، سواءً بأخذ مكان الممثّل، للإحساس بمعاناته ومعايشة فرحته أو حزنه وتحليل مختلف وضعياته ، أو عن طريق الإنغماس في حالات نفسية وإثنية إلى حدّ يجعل المشاهد يقول: "إنّي أرى نفسي في هذا الدور!"، أو "إنّ هذه الحالة تهمّني!"، أو "لقد عانيت فعلا من هذه المشكلة في حياتي!"، أو ببساطة: "إنّ المخرج على حق!" . إذا لا يمكن مطلقًا عرض مثل هذه الرسائل على الجمهور إذا تمّ عزل الموسيقى التصويرية عن الفيلم. محاور البحث: يهدف كتابنا الجماعي الموسوم بعنوان :"الموسيقى في السينما: التمثلات الإثنو- بسيكولوجيّة." إلى تسليط الضوء على طابع التمييز الذي تضفيه الموسيقى على الأشرطة السينمائيّة التي تُؤَلَّفُ من أجلها، ونلتمس من الباحثين أن يساهموا بمقالات تُطوِّرُ إحدى محاور البحث التالية أو أكثر: - -صوت الممثّل عند تقمّصه لمقطوعة موسيقيّة، بدون كلمات، أو لأغنية ذات كلمات ، مما يعكس الحالة النفسية للشخصية التي يتقمّصها - تناسُب الموسيقى المصاحبة مع مختلف المَشَاهِدِ والحالات، بشكل كافٍ ومناسب لفهم المواقف النفسية المُعاشة من طرف الشخصيّات. - التمثيل باستخدام آلة موسيقيّة (حقيقة أو بالإيماء) ومدى مصداقية الآداء أمام الكاميرا. - دور ملحّن الموسيقى التصويرية لفيلم وعمله على تطوير سرد القصّة من مراحل عاديّة إلى مواقف الذّروة من أحداث الشّريط. - تَمثُّلُ الهوية والتراث في الفيلم من خلال الموسيقى التي "تكسوه". - الارتدادات الصوتيّة في أفلام الصّور المتحرّكة -الخيال في المؤثرات الصوتية عن طريق تلحين مدوّنات موسيقيّة وتوزيعها لاستبدال الأصوات الحقيقية- -مدى مصداقيّة المشهد الصامت بدون موسيقى ترافقه. يرجى من جميع الأساتذة والباحثين الرّاغبين في المشاركة في هذا العمل الجماعي، إرسال مقترحاتهم على البريد الإلكتروني الرسمي التالي : musicinema.livre@aptees


موسيقى تصويرية، شريط سينمائي، جمالية الصوت، مؤثرات صوتية، آداء الدور


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع