عُدّ التغير الاجتماعي من أوكد المفاهيم في العلوم الاجتماعية وفي مقدمتها علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، فهو بذلك من المداخل الرئيسية لدراسة المجتمع مهما كان موضوع الدراسة. فمنذ ابن خلدون وصولا إلى مرحلة التأسيس الثانية إبّان عصر الحداثة الأوروبية خاصة مع أوجست كونت ودوركايم، كان معطى التغير الاجتماعي مدار الاهتمام الرئيسي في الدراسات التي اختصت بدراسة المجتمع والقضايا المتصلة به.
ففي هذا الكتاب نحاول مراجعة وتقييم عملية التغير الاجتماعي وما اتصل به من مفاهيم أخرى مثل التغير الثقافي والتطور والحداثة والنهضة والتنمية. بل، ولنقل أيضا العلاقة بالآخر في إطار تشكيلة العلاقات الجدّ مستحدثة مثل العولمة والفوضى الخلاّقة والتبعية والشرق أوسط الجديد وإعادة تشكيل الخارطة العربية وكل ذلك سنورده في اطار مشاهد تعالج وتوضح ما تقدم بيانه
الكتاب محاولة للتعبير عن حيرة فكرية في ظل القسوة الكونية على المنطقة العربية الإسلامية الراكدة، في عالم سريع التحول، كثير الانجرار نحو العقلانية. سؤال طالما راودني منذ بداية عهدي بالسياسة: لماذا نحن العرب المسلمون ضعفاء, متخلفون ؟ لأخلص فيما بعد أن حالنا يزداد بؤسا بسبب عدم استثمارنا في القوة.. هل هو خلل في القيادة أم في طبائع الأفراد ؟ ..أم أن العائق الاستعماري هو السبب؟ رغم كل المحاولات الإصلاحية والتحديثية منذ مرحلة ما بعد الاستعمار المباشر ما زلنا متخلفين ضعفاء والعالم من حولنا ما ينفك يتبدّل نحو الأفضل.. نحو الأقوى
لا يسعني إلا أن أعتبر أن التخلف والعطالة هما السمتان المميزتان لعالمنا العربي الإسلامي، وهي سمات آخذة في التعمق أمام غياب محاولات جدّية للبناء على نحو ما يقع في عدة بلدان أخرى، استطاعت أن تنتفض وتحقّق التنمية الشاملة، مما بوّأها أن تكون من عداد البلدان المتقدمة. لذلك لا يسعني في هذا الكتاب إلا أن أكتشف بعض مضامين التخلف والعطالة في العالم العربي الإسلامي فهي، ولئن كانت كثيرة، إلا أنني سأشير إلى بعضها.
تاريخ النشر
27/06/2021
الناشر
قسم الدراسات الاجتماعية، المعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية، نُشر بدعم من منظمة هانس سيدل الألمانية
سعيد الحسين عبدلي | Said Elhussein Abdelli | 1790