مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


النهج المتبع في تعليم العقيدة: بين صناعة السلام والعنف

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


13/03/2024 القراءات: 982  



يُعد تعليم العقيدة الإسلامية مسؤولية جليلة تُناط بالعلماء والمربين، لما لها من دور محوري في تشكيل أخلاقيات الفرد وسلوكه، وأخلاقيات المجتمع وتوجهاته.
حيث يُمكن أن ينطوي التركيز في تعليم العقيدة على حدود الكفر والإيمان، وما يترتب عليهما من الولاء والبراء، دون تعليم مبادئ الإيمان ومسؤولية إدخال الناس فيه وإخراجهم من الكفر بالحكمة والموعظة على مخاطر جسيمة، أهمها:
١- التطرف: قد يُؤدي إلى أفكار متطرفة تُهدد استقرار المجتمعات، وذلك بسبب التركيز على أحكام التكفير دون التأكيد على مبادئ الرحمة والحكمة.
٢- الشقاق والصراع: قد يُؤدي إلى تفكك المجتمعات ونشوب الصراعات بين الناس بسبب التركيز على الاختلافات العقائدية دون تعزيز قيم التسامح والحوار.
ومن هذا المنطلق يجب أن يُركز تعليم العقيدة على:
١- التوازن: بين المعرفة والفهم، وبين ضوابط التكفير والإيمان، والالتزام بالضوابط الشرعية، والتعامل مع الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة.
٢- التركيز على الإيمان: تعليم الإيمان ومبادئه الأساسية مثل التوحيد والرحمة والعدل، مع التأكيد على مسؤولية الفرد في نشر هذه المبادئ.
٣- الوعي بالمخاطر وفقه الأولويات: نشر الوعي بمخاطر التطرف والشقاق، وأهمية الحوار والتسامح في بناء مجتمعات مُتماسكة.
وعلى الجانب الآخر، إذا روعيت هذه الضوابط في تعليم العقيدة فإنه سيؤدي هذا النهج في تعليم العقيدة إلى:
١- المجتمعات المُتماسكة: بناء مجتمعات مُتماسكة قائمة على الوحدة والاحترام المتبادل.
٢- الحوار البناء: تشجيع الحوار البناء والتعاطي الإيجابي مع الاختلافات العقائدية بين الإنسان وأخيه الإنسان.
٣- نشر الوسطية: نشر الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي.
٣- تحقيق المهمة التكليفية: إذا استبدلت روح الكراهية بالحب، والعداوة بالسلام، إستطاع الإنسان أن يحقق مهمته التكليفية بإعمار وإصلاحها.


تربية، فكر، نهضة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع