مدونة الدكتور محمد محمود كالو


الحكمة من السعي بين الصفا والمروة

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


29/06/2024 القراءات: 212  


الحكمة من السعي بين الصفا والمروة:
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
" أما حكمة السعي: فقد جاء النص الصحيح ببيانها، وذلك هو ما رواه البخاري في صحيحه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة ترك إبراهيم هاجر، وإسماعيل في مكة، وأنه وضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، وفي الحديث الصحيح المذكور: ( وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت، وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال: يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات ) قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فذلك سعي الناس بينهما ) الحديث.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: ( فذلك سعي الناس بينهما ) ، فيه الإشارة الكافية إلى حكمة السعي بين الصفا والمروة؛ لأن هاجر سعت بينهما السعي المذكور، وهي في أشد حاجة، وأعظم فاقة إلى ربها، لأن ثمرة كبدها، وهو ولدها إسماعيل تنظره يتلوى من العطش في بلد لا ماء فيه، ولا أنيس، وهي أيضا في جوع، وعطش في غاية الاضطرار إلى خالقها جل وعلا، وهي من شدة الكرب تصعد على هذا الجبل، فإذا لم تر شيئا جرت إلى الثاني فصعدت عليه لترى أحدا، فأمر الناس بالسعي بين الصفا والمروة ليشعروا بأن حاجتهم وفقرهم إلى خالقهم ورازقهم ، كحاجة وفقر تلك المرأة في ذلك الوقت الضيق، والكرب العظيم إلى خالقها ورازقها، وليتذكروا أن من كان يطيع الله كإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: لا يضيعه، ولا يخيب دعاءه .
وهذه حكمة بالغة ظاهرة دل عليها حديث صحيح " انتهى.
[أضواء البيان: 5 / 342-343].


الحكمة ، السعي ،الصفا ، المروة، الكعبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع