مدونة عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي
مضادات الأكسدة والجذور الحرة.
د. عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي | Dr. Eda M. A. Alshailabi
09/10/2024 القراءات: 76
مضادات الأكسدة هي مواد كيميائية تقلل أو تمنع آثار الجذور الحرة، إذ أنها قابلة للتبرع بإلكترون منها دون أن تتحوّل إلى جذر حر قابل للتفاعل، هذا الأمر يجعلها تعطي إلكترونا للجذر الحر فيتوقف عن التفاعل.
فالجذور الحرة (Free Radicals)، هي عبارة عن نتاج طبيعي عن عمليّات الأيض المختلفة في الجسم. فهي عبارة عن الكترونات منفردة قادرة على الوجود المستقل أي دون حاجتها لتكوين أزواج من الإلكترونات تدور في غلاف الذرة أو الجزيء. هذه الجزيئات تساهم في ربط الذرات مع بعضها حيث تنجذب إلى بعضها فتتجاذب الذرات أيضًا. فعند انقسام جزيئات الأوكسجين وتصبح منفردة تتحوّل بدورها إلى جذور حرّة غير مستقرة وتبحث لنفسها عن جزيئات أخرى تترابط معها، كما ويعمل الجسم على تحطيم الجذور الحرة والتخلص منها بآليات معينة، ولكن عندما لا يحدث ذلك بالشكل الكافي فإن تراكمها في الجسم يولد ظاهرة تسمى الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress). يمكن للجذور الحرة أن تجرد المركبات الأخرى من الإلكترونات لتحقيق الاستقرار، وبهذا يفقد الجزيء الذي تمت مهاجمته إلكترونه، ويصبح جذرًا حرًا في حد ذاته، ويبدأ سلسلة متتالية من التفاعلات التي تضر الخلية الحية. تهاجم الجذور الحرة الجزيئات الحيوية المهمة في الجسم مما يؤدي إلى تلف الخلايا وموتها وظهور الأمراض.
هناك العديد من الجذور الحرة والفعالة بشكل كبير داخل جسم الإنسان والتي تعد من المؤكسدات، والتي إذا ما تم التخلص منها أو اقترانها مع جذر كيميائي آخر لكي تصبح ذرات مستقرة فقد تقوم بمهاجمة العديد من خلاياه وهنا تكمن خطورة الإجهاد التأكسدي حين تكون كميات الجذور الحرة أكبر من مضادات الاكسدة داخل جسم الإنسان, بالتالي يجب الموازنة ما بين الجذور الحرة وما بين مضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان، وعلى الرغم من جميع المشاكل التي تسببها الجذور الحرة عند تراكمها داخل الجسم إلا أنها تدخل في كثير من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال تقوم خلايا الجهاز المناعي باستخدام الشوارد الحرة لمحاربة الالتهابات، ولهذا يجب المحافظة على الاتزان بين كميات الجذور الحرة وبين مضادات الاكسدة، وتبدأ الجذور الحرة بالتأثير سلباً على الصحة حين تفوق كمياتها مضادات الأكسدة, فعندما يكون لديك عدد كبير جدًا من الجذور الحرة في الجسم، فإنه يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا وخاصة في أغشية الخلايا والأنسجة الدهنية والحمض النووي (DNA) والبروتينات في شكل إجهاد تأكسدي الذي من شأنه أن يؤدّي إلى موت الخلايا, إن مضادات الأكسدة تنهي هذه السلسلة من التفاعلات بإزالة الالكترون الشارد تماماً، ومنع تفاعلات الأكسدة الأخرى من أكسدة أنفسها ونتيجة لذلك، عادة ما تنزع مضادات الأكسدة عامل الأكسجين كالثيول أو البوليفينُول.
الجذور الحرة قد تنتج بشكل طبيعي كما ذكر سابقا على سبيل المثال، انتاج حمض اللاكتيك عند ممارسة الرياضة ويمكن أن تأتي الجذور الحرة أيضًا من مصادر خارجية مثل دخان السجائر وتلوث الهواء وتناول الكحول وبعض الأدوية وضوء الشمس، والضغوطات النفسية وغيرها. يمكن تحييد الدور الضار للجذور الحرة عن طريق مضادات الأكسدة لهذا السبب من المهم أن تستهلك باستمرار مضادات الأكسدة من أجل مواجهة تلف الجذور الحرة في جسمك.
تستخدم مضادات الأكسدة بكثرة في النظام الغذائي أملا في الحفاظ عل الصحة والوقاية من الأمراض المختلفة كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والأعصاب مثل الزهايمر وغيرها.
كما تستخدم مضادات الأكسدة في حفظ الأغذية عن طريق تأخير فسادها أو تزنخها أو تغير لونها نتيجة الأكسدة، حيث تضاف إلى الغذاء بتراكيز منخفضة، لكي تمنع أو تعيق أكسدة بعض المركبات الحيوية مثل الدهون والكربوهيدرات والأحماض النووية. توجد هذه المركبات بصورة طبيعية في الأغذية ومنتجاتها، أو تضاف أثناء تصنيع المواد الغذائية ولا يقتصر دور مضادات الأكسدة على المحافظة على جودة الأغذية فقط بل يمتد دورها إلى إطالة الفترة التخزينية للأغذية، وكذلك تقلل من الفاقد من المواد الغذائية والفاقد من القيمة الغذائية.
أجريت العديد من الدراسات في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وحتى وقتنا الحالي لمعرفة دور مضادات الأكسدة في علاج الكثير من الأمراض.
توجد مضادات الأكسدة الطبيعية في الكثير من النباتات مثل الفواكه والخضروات والبقول والقهوة والشاي الأخضر وغيرها.
أهم أنواع مضادات الأكسدة:
تنقسم مضادات الأكسدة إلى نوعين:
1- القابلة للذوبان في الماء: يتم استيعابها وتؤدّي عملها في داخل الخلايا.
2- القابلة للذوبان في الدهون: يتم استيعابها في جدار الخلية وتؤثّر عليه.
ويُعتقد أن هناك العديد من المواد التي تعمل كمضادات للأكسدة تشمل مضادات الأكسدة الفيتامينات مثل فيتامين سي وفيتامين هـ وبيتا كاروتين بالإضافة إلى المعادن مثل السيلينيوم والمنجنيز. كما توجد في العديد من الأطعمة، من التوت الأزرق إلى الشوكولاتة الداكنة وغيرها.
فوائد مضادات الاكسدة
يعتبر الدور الأهم والأبرز لمضادات التأكسد هو التخلص من الجذور الحرة وتجنب ضررها على الخلايا المختلفة في الجسم. وتبعاً لذلك، فإن هناك بعض الفوائد التي تنتج عن محاربة مضاد التأكسد للجذور الحرة، ومن هذه الفوائد:
• الوقاية من الأمراض .
• الحد من علامات الشيخوخة:
• تعزيز جهاز المناعة:
مضادات الأكسدة .الجذور الحرة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع