آيات الله البينات ـ الحلقة الثامنة (الآيات المتشابهات)
د حازم الشيخ الراوي | D.HAZIM AL SHEIKH ALRAWI
01/01/2023 القراءات: 1395
الآيات المتشابهات هي التي تحتمل بعض المعاني، فيستغلها أصحاب القلوب المريضة ليثيروا الشبهات عند الناس، كي يضلوهم، وفقا لتأويلاتهم الباطلة. وهنالك العديد من التفسيرات لها، فجاء أنها التي لا تفهم معانيها كأوائل السور، وقيل إنهن المنسوخة، كما جاء ان فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، وجاء أنها متشابهات في التلاوة، مختلفات في المعنى، وبعضها باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وقيل إنها ليس لهن تأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه الى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه.
ومهما اختلفت التفسيرات فانه يجب على المؤمن أن يرد المُتشَابِه من الآيات إلى المُحْكَم. ويضرب الشيخ الشعراوي مثلا بما جاء في الآية 65 من سورة الأنفال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)، والقتال في هذه الآية كان خاصا وموجّها الى النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم خلال حياته لتثبيت الدين فكان الأمر بقتال كل من يجدونهم من الكفار والغلظة عليهم. وكان القتال آنذاك بالسيف والرمح والقوس وغيرها من أدوات الحرب البسيطة ذات المديات المحدودة حيث طلب منهم أن يقاتل الواحد من المؤمنين الصابرين عشرة من الكافرين، ثم خفف الله عليهم في الآية 66 الانفال
وهنا نجد بعض الذين في قلوبهم زيغ يستخدمون هذه الآيات لإثارة الفتنة ونشر الفوضى في المجتمع، فيعتبرونها بمثابة الحكم الشرعي، بينما يردها ذوي العقول والقلوب العامرة بالإيمان الى المحكم في الآية 190من سورة البقرة والتي يقول فيها رب العزة (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، فنجدها آية محكمة لا تقبل اللبس.
المؤمنون .. العقيدة .. آيات الله البينات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة