أصل هذا الكتاب، من رسالة جامعية لنيل دكتوراه الدولة في شعبة: الدراسات الإسلامية، تخصص: الفقه والأصول، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك-الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني/المحمدية، المغرب.
إن المقصود هنا بالذات، ضبْط بعضٍ من أهم القواعد الفقهية، مع إظهار جانبها العملي بعد تأصيلاتها وتطبيقاتها. والضبط عمل مطلوب، للمشاركة في مَلْءِ فراغ ملحوظ ومُسوَّغ في كتب الفقه. فالفقهاء يستعملون القواعد ويُطبقونها عادة بدون تأصيلها في كتاباتهم، حيث يهتمون بالتطبيق، أكثر من التأصيل الذي يهتم به الأصوليون. والأصوليون هم أيضا، يشتغلون بالقواعد الأصولية، أكثر من غيرها. فبقيت القواعد الفقهية، بدون تأصيل شرعي متين. وصار من آفاق البحث، دعْم حلَقة التكامل بين الأصوليين والفقهاء، بالتأصيل والتطبيق لقواعد تهُم الفقه الإسلامي.
ومن البديهي، أن تكتسب كل قاعدة فقهية حجيتها من تأصيلها الشرعي. فيكون الفقيه مطالَبا عند تطبيقها، باستحضار أصولها وأدلتها الشرعية، ليقترن التأصيل الذي له طابع نظري بالتطبيق. والسبب هو استهداف تأصيل القاعدة، الوقوف على أصلها في الشرع، للاستدلال على حجيتها وشرعية تطبيقها. فكان التأصيل من المبادئ المنهجية، للالتزام بما هو مشروع. وكان من ثمراته، فهم وإفهام القواعد المؤصَّلة، للعلم بها التام، بناء على العلم بأصولها. ثم بعد التأصيل، تُشرع للتطبيق.
د سعيد اجديرا | Dr said jdira | 5272