ريبر هبون


بوح هادر مع آفرو الجزء الثاني

ريبر هبون - ريبر عادل أحمد | Reber Hebun


01/05/2022 القراءات: 999  


2= الزواج كمؤسسة اجتماعية لها جذورها التاريخية التي تشرعن الملكية بعقد بموجبه يتم العيش , كيف يتأقلم ذلك مع نفسية الزوج المبدع , أو الزوجة المبدعة , هل ستكون مخيرة بين رعاية تلك المؤسسة ونسيان الأدب ومخلفاته من عصيان وخروج عن المألوف , لعل الزواج يكون أحد المألوف المقدس , كيف يمكن التوفيق إن صح التعبير بين مؤسسة اجتماعية وأدب يحاول أن ينوب عن كل حالة مترسخة بحكم التقاليد والأعراف؟ , وأي الخيار تختارين إن وجدت المؤسسة الزوجية تقف عائقاً أمام أفكارك الخارجة عنها ؟
الجواب على سؤالٍ كهذا لربّما يشطرني إلى نصفين ، نصف يتحدث عمّا أراه أنا ، و نصف يتحدث عمّا عليّ أن أكون عليه نسبةً للمعايير الأخلاقيّة التي سنّها المجتمع . أنا أتفق مع شكسبير حين قال : " أصعب معركة في حياتك عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر " . للأسف دوماً يُلبِسنا المجتمع ثوباً ليس على قياس ما نحن عليه بالفعل ، أنا لن أقول أنّ الزواج مؤسسة اجتماعيّة فاشلة ، إنّما الزواج في المجتمع الشرقي هو المؤسسة الفاشلة نظراً لأساس تلك المؤسسة . لن أدخل في إطار مناقشة الزواج بكليّته ترفّعاً عن الخلاف الأزلي الكاذب المدسوس بين آدم وحواء ، ما يخصّني هنا هو الأديب و الأديبة المتزوجين . واحدٌ من أهمّ عناصر الكتابة هو حريّة التعبير ، أنا أرى أنّه في حال وجود شريك في حياة الكاتب أو الكاتبة فإنّ عليه أن يتمتّع بحسّ التقبّل و الوعي بمدارك الكتابة و الحالة الخاصة لروح الكاتب/ة ، على سبيل المثال نرى الأديبة المتزوجة إمّا نادرة الكتابة عن الحبّ أو متّهمة إن كتبت عنه ، ناهيك عمّا يلقيه المجتمع من قوانين صارمة غير قابلة للنقاش . واقعنا ليس مثاليّاً و ليس عادلاً و لذا ليس بمقدورنا إضفاء جرعات من الألوان البرّاقة لنخفي الحقيقة المخيّبة ، وجه مجتمعنا قبيح و فريق من أطباء الفكر لا يقوى على تجميله . كثيراً ما أواجه الأسئلة عمّا إن كنت متزوجة أم لا و إجابتي تأتي دوماً بقولي : الزواج هو المصيبة الوحيدة التي تمكنت من النجاة منها من جملة المصائب الأخرى التي لحقت و لاتزال تلحق بي في هذا المجتمع ، مجرّد التفكير في الاختيار ما بين الفكر و المؤسسة الاجتماعية المتمثلة بالزواج محال ، لو كنت سأختار لكنت متزوجة منذ سنوات ، لقد جسّدت هذه الحالة بتجربة واقعيّة و ذلك بوقوفي في وجه بيت عمي ما يفوق الثلاث سنوات ، حيث كنت أعاني من تلك الحالة المترسخة في مجتمعي و المتمثلة بتمنّع ابن العم لابنة عمّه ، وصلت لأعلى حالات المعاناة ، سمعت الكثير من الكلام ، لم أستسلم لحظة ، و ما أدراكم ماذا يعني هذا ضمن أوساط المجتمع. إن حدث وقررت الزواج فإنّي سأبحث عن عريس في المصح العقلي ربّما ، وحدهم المجانين تمكنوا من غسل أوساخ العرف و التقليد و العادة ، رجلٌ يقف عائقاً في وجه أفكاري سأركله كائناً من كان و مهما كان ثمن ذلك . و أركّز مرّة أخرى على خروجي عن أي عادة أو عرف لكن فيما يتعلّق بالأخلاق فإنّي ملتزمة بها .
3= ما الرجل في فكر أفرو برازي , أهو الهرم الذي في الخيال يسكن حيث ذلك البرج الذي لم يرتقي لصعوده أحد بعد , أم إنه ذلك الإرث المتراكم من ويلات الشهقات المتعبة , حديث الشجون والعتاب في نظرك ؟
قبل الآن ذكرتُ مرّة بأنّني أتمنّى أن تنجب النساء سلالة جديدة من الرجال ، رجالاً على شكل عطفٍ وحنان (أباً كان أم أخاً ، حبيباً أو ابناً ) فقد جفّت تربتنا ، وقد يظهر رجلٌ يقول لي : و أنا أتمنّى أن يتمّ إنجاب سلالة جديدة من النساء ( حسب ما يعتقد أنّه يحتاجه ) ، هذا يعني أنّنا بالفعل بحاجة لتحسين طبيعة الرجل و المرأة على حدٍّ سواء . في الحقيقة أرى المرأة امتداداً للرجل و الرجل امتداداً للمرأة ، و أنكر تماماً قصة الخلق التي لم تعمل سوى على بثّ الخلاف ما بين الجنسين منذ الأزل و إلى الآن . ليس لي أيّ مشكلة مع الرجل ، مشكلتي مع المجتمع ، هذا الأمر يضعنا جميعاً تحت المجهر و يحمل المرأة و الرجل معاً مسؤوليّة تحسين المجتمع . الرجل قصيدة لربّما مؤلمة أو مفرحة كما أنا ، الرجل رواية كما أنا ، حياة كما أنا ، الرجل أنا ، لكن هذا الرجل الذي أتحدث عنه هو ذاك الذي استطاع غسل نفسه من أساطير المجتمع المقيتة .


نقد أدب تحليل دراسة رواية حوار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع