مدونة رقيق قادة


الاختلاف في نقد المتون ووقبول الأخبار بين المحدثيين والأصوليين بقلم رقيق قادة 28/06/2020

رقيق قادة | Reguig kadda


29/06/2020 القراءات: 5183  


ما طبيعة الخلاف بين المحدث والأصولي في نقد المتون؟ وهل يختلف منهج المحدث في قبول الأخبارعن منهج الأصولي؟ ما أوجه الاختلاف بينهما في في الحديث المردود وصفات الرد؟ ومقاييس كل منهما في رد المتون؟ هذه التساؤلات من شأنها أن تحرر طبيعة النظرين الحديثي والأصولي في مجال نقد الحديث النبوي، كما يوضح موقع المتن من صنعة المحدث النقدية، تلك أهم الأسئلة التي يعالجها كتاب "رد الحديث من جهة المتن دراسة في مناهج المحدثيين والأصوليين للدكتور معتز الخطيب ،والصادر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، وقد صدرت طبعته الأولى ببيروت 2011، ويقع الكتاب في 494 صفحة، وبغلاف مميز.
يحتوي الكتاب على مقدمة تناول فيها الباحث أهمية البحث، ومنهجه، والدراسات التي تناولت الموضوع من قبل،فاختيار أسباب البحث ودوافعه. وأخيرا خطة البحث ، ثم تبعه المؤلف بمدخل خصصه لمنهج قبول الخبرعند المحدث، وعند الأصولي أيضا، ثم تناول في قسمين مختلفين الحديث المردود وصفات الرد عبر ثلاثة فصول: الفصل الأولكان عن الحديث المردود وصفات الرد،من جهة السند بين المحدثين الأصوليين .مهد المؤلف في الفصل الأول عن معنى المردود ثم تناول صفات الرد من جهة السند بين المحدثين والأصوليين، أما فصله الثاني فكان عن الحديث المردودوصفات الرد من جهة المتن،أما فصله الثالث، فكان للحديث المردود من جهة المتن عند الأصوليين. وجاء القسم الثاني في مقاييس رد الحديث من جهة المتن بين المحدثيين والأصوليين في ثلاثة فصول وأشار الباحث في بداية حديثه على المقاييس المعتمدة في النقد هي ثلاثة :عرض الحديث على القرآن،وعرض الحديث على السنة المعروفة، وينتهي بعرض الحديث على العقل والقياس وهو مايعرف "بمقاييس الصحابة والمحدثيين". وقد اعترض الباحث على هذا التصنيف مبينا أن للمحدثيين مقاييس تتعلق أساسا بالعلة والتعليل ومن ثم انتقد ذلك المنهج في الفصل الرابع؛ حيث أن نقد المتون لم يحدد مفهوم القياس وهو ماربطه بمسالك التعليل ، مبديا وجهة نظره في المقاييس الدقيقة موضحا منشأ الخطأ في كتابات المعاصرين التي اتخذت من كتاب الموضوعات لابن الجوزي، والمنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم، وتعميم ذلك على منهج المحدثيين، ثم بين الصحة في ذلك، أما الفصل الخامس وهو أطول فصول الكتاب حيث بلغت صفحاته119 ص، في ستة مباحث وتناول التعليل،بالتفرد،بالزيادة،بالمخالفة،بالاختلاف، بالغلط وأضاف في المبحث السادس مقاييس متفرقة كمقياس ابن رجب الحنبلي الخاص بالشبه (إضطراب الرواية)وغيرها، وكان في مقاييس رد الحديث من جهة المتن عند المحدثيين.أما الفصل السادس والأخيرفجاء بعنوان رد مقاييس رد الحديث من جهة المتن عند الأصولين يتناول مايرد به خبر الواحد من ناحية قيام أدلة بخلافه، في المذاهب الكبرى خاصة عند الحنفية والشافعية،ومن مشى على طريقتهم من الشافعية الذين اختاروا مذهب المتكلمين في بعض القضايا، على خلاف المذهب الحنبلي الذي هو أساسا مذهب حديثي، وتناول بالتفصبل مخالفة القعل، ومخالفة الخبر للقرآن وعرضه عليه،مخالفة السنة المشهورة،الانفراد بماجرت به العادةعلى نقله تواترا، ورود الخبرفي عموم البلوى، مخالفة الحديث للقياس،أو قياس الأصول،ومخالفة العمل المتوارث، وختم الكتب بجملة من النتائج و التوصيات منها أن منهج البحث يشمل نقد الأسانيد والمتون،معا وأن التوسع الأصولي في نقد المتون جاء بحكم طبيعته وعمله،والمقبول أعم من الصحيح، وليس كل ماصح سنده يجب الاحتجاج به عند الفقهاء والأصوليين،وأكد في نهاية المطاف على ضرورة القيام بأبحاث تاريخية دقيقة فيعلوم الحديث،وأهمية الدراسات التطبيقية، والقيام بالدراسات البينيةب ين العلوم للوقوف على مساحات التقاطع، والعودة إلى المصادر التأسيسةلأي علم من العلوم دون إهمال المتأخر، وتحري الدقةفي فهم مناهج العلماء ومذاهبهم.إن الكتاب رحلة ممتعة خاضها الباحث وعمل إبداعي أوصى به كبار الباحثين والمحققين الأعلام مما يجعل البحث يصل إلى توضيح المدارك والكيفيات وححجها في المسائل المختلفة التي مهدنا لها بتلك الأسئلة الرئيسة. التي تجد إجابتها ضمن هذا الكتاب تحياتي وقراءة ممتعة .


رد، الحديث،المتن، مناهج، الأصول


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع