اتجاه التشخيص المستقبلي في إطار ممارسة الخدمة الاجتماعية
داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee
19/07/2020 القراءات: 2340
أدركت مهنة الخدمة الاجتماعية منذ نشأتها وبداية تبلورها أهمية وقاية الأفراد والمجتمعات من المشكلات والعمل على الحد من آثارها المستقبلية، وقد تكون في ذلك سبقت المهن الإنسانية الأخرى، فأهدافها تتجاوز التعامل مع المشكلة في وقتها الحاضر، بل تسعى للتعرف على ما سيترتب على تلك المشكلة من آثار، وكيف سيتسنى التعامل معها ومواجهتها ، فذلك الهدف يعد أحد الأهداف الوقائية لمهنة الخدمة الاجتماعية، وبالتالي فإن عملية استشراف المستقبل والتنبؤ بما سيكون عليه الوضع لعملاء الخدمة الاجتماعية كان أحد اهتمامات مهنة الخدمة الاجتماعية، ويبرز ذلك بشكل أو بآخر أهمية العمل على تطوير الأساليب العلمية التي تساعد على الوصول لتشخيص مستقبلي لأوضاع العملاء وسير مشكلاتهم، كأحد الأهداف التي تسعى لاستكمال عمليات الممارسة وخطوات التدخل المهني من جهة، ولتحقيق أحد الأهداف الوقائية لمهنة الخدمة الاجتماعية من جهة أخرى.
فعملية التشخيص المستقبلي تعكس مستوى من التقنين العلمي لأي مهنة وتراكم الخبرات والتجارب فيه, وفي مهنة الخدمة الاجتماعية فإن عملية التشخيص المستقبلي لها أهمية لا يمكن إغفالها ويمكن تحديد أهميتها في العوامل التالية:
1. ستساعد في العمل على القيام بالدور الوقائي لمهنة الخدمة الاجتماعية، كما أنها ستساعد في الحد من الآثار المترتبة على المشكلات.
2. ستساعد الأخصائي الاجتماعي في تحديد مدى استجابة العميل لأساليب علاجية معينة، والنتائج المترتبة على العملية العلاجية، وذلك سيساعد في اختيار الأساليب العلاجية الأكثر ملاءمة مع طبيعة المشكلة وطبيعة العميل.
3. ستساعد على تحقيق مزيد من الشفافية عند التعامل مع العملاء من خلال القدرة على التنبؤ بأوضاعهم المستقبلية.
4. التشخيص المستقبلي يمكن أن يساعد على زيادة فاعلية الممارسة المهنية، إذ سيكون لدى الأخصائي الاجتماعي القدرة على تحديد التطورات التي قد تحصل للمشكلة، وللعميل، وكذلك تحديد استجابة العميل لأسلوب علاجي محدد، وأيضاً تحديد مدى نجاح العملية وكذلك تحديد استجابة العميل لأسلوب علاجي محدد، وأيضاً تحديد مدى نجاح العملية العلاجية، وبالطبع سيكون هناك حد للتدخلات المهنية الفاشلة
5. سيزيد التشخيص المستقبلي من مستوى ثقة عملاء مهنة الخدمة الاجتماعية فيما يمكن أن يحصلوا عليه من مساعدة في الوقت الحاضر، وفيما قد يترتب على تلك المساعدة من نتائج في المستقبل, فعملية التنبؤ بمستوى النجاح المحتمل للعملية العلاجية والآثار المترتبة على نجاحها وكذلك الآثار المترتبة على فشلها أو عدم الاستمرار فيها، سيجعل العميل يشعر بمزيد من الثقة في الأخصائي الاجتماعي وفي عملية المساعدة التي يتلقاها ككل، وذلك سيحقق هدفاً أخلاقياً فالعميل على علم بكل الاحتمالات الواردة وبالتالي له الحق في الاستمرار في تلقي المساعدة أو في التوقف عنها, وهنا يكون قد تم تحقيق أحد مبادئ مهنة الخدمة الاجتماعية ألا وهو مبدأ حق تقرير المصير.
التشخيص المستقبلي ممارسة الخدمة الاجتماعية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة