الإديولوجيا الحداثية: معالم ومرتكزات
الشيخ رضوان نافع | REDOUAN NAFIA
23/05/2021 القراءات: 3510
إذا نظرنا إلى الايديولوجيا بأنها “ذلك النسق الكلي للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة، والتي تفرز أنماطا معينه للسلوك الإنساني والتي تفسر الأسس الأخلاقيه للفعل الواقعي وتعمل على توجيهه، أو أنها النسق الفكري الذي يبرر السلوك الشخصي ويضفي المشروعية على نظام قائم، أو العمل على قيامه مع الدفاع عنه”؛ فإننا نجد الحداثين بأطيافهم ينطلقون من إيديولوجيا معينه سنرسم بعض معالمها من خلال هذا المقال. وهذا الأمر يقتضي الرجوع إلى رواد هذه الحركة، والقراءة في أفكارهم ومرتكزاتهم التي ينطلقون منها ويتابعهم عليها جمهور الحداثيين من الرعاع، ونعطي تصورا للمستمسكات الفلسفية والعقديه التي ينطلقون من خلالها. بالنسبه للحداثيين في الدول الإسلامية لا شك أن هناك رموزا يعتبرون كالآباء الروحيين للحداثين منهم أدونيس ونذير العظمه ويوسف الخال وخليل حاوي وأضرابهم فهؤلاء يعتبرون مرجعيات إيديولوجية للحداثه العربية وكتاباتهم رسمت الطريق للحداثيين العرب. وكتابات هؤلاء الرواد جلها كانت في مجلات وجرائد أو برامج على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وهذا يبين استثمار وتوظيف الإعلام في الطرح الحداثي منذ بدايه انتشار هذا الفكر، فأدونيس مثلا أنشأ مجلة (مواقف) ووظفها توظيفا خبيثا في نشر الإديولوجيه الحداثيه، ففي وقت كانت الأمه تنزف مما يسمى بالنكسه كانت كتاباته كالخنجر المسموم الذي يجهز على البقيه الباقيه من نخوة الأمه وتمسكها بهويتها. فلو رجعنا إلى أول عدد من مجلته نجد فيها افتتاحية تنضح بالحقد الحداثي، حيث جعل تراث الأمه وهويتها غرضا لسهامه ففي أول مقال نشر في افتتاحية العدد الأول يقول أدونيس عن المنهج الذي رسمه لمجلته :(( هكذا تطمح (مواقف) إلى أن تكون استباقا. كل استباق إبداع.الابداع هجوم: تدمير ما نرفضه وإقامه ما نريده))، وهذا يظهر قناعه الرجل بضروره الهدم لهوية الأمة وموروثها، وهذا من أهم ما صار عليه الحداثيون إلى يومنا هذا، وقد ظهر هذا المعنى في كتاباته اللاحقه حيث وجه سهامه إلى مقدسات الأمه ورموزها وهويتها، ودعا قراء مجلته إلى فعل ذلك، فنجد من كلامه في هذه المجله مثلا قوله عن مقدسات الإسلام ورموزه:” انها مناخ للمجابهة إنها فعل المجابهة، تزول في هذا الفعل هالة القداسة. لن تكون هناك موضوعات مقدسة لا يجوز بحثها” وهذا النص يبين ان الحداثه تنظر إلى مقدسات المسلمين على أنها ساقطه القداسة فلا غرو ولا غضاضة في توجيه النقد بل والنقض إليها والهدم لمعالمها لتشييد البناء الحداثي، فكل قديم مرفوض في الايديولوجيا الحداثية. وقد ظهر هذا بشكل واضح فيما كان ينشر على صفحات هذه المجلة البئيسة، فقد انبرى الحداثيون لإعمال معاولهم في صرح الإسلام، ولم يكلوا من تسميته بالتراث أو الموروث تزهيدا فيه، بل صرحوا بوجوب نفض اليد منه، يقول أدونيس في العدد السادس: ما نطمح إليه ونعمل له كثوريين عرب هو تأسيس عصر عربي جديد . نعرف أن تأسيس عصر جديد يفترض بادئ ذي بدء الانفصال كليا عن الماضي، نعرف كذلك أن نقطة البداية في هذا الانفصال- التأسيس هي النقد: نقد الموروث ونقد ما هو سائد شائع (…) إن ماضينا عالم من الضياع في مختلف الأشكال الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية، إنه مملكة من الوهم والغيب تتطاول وتستمر، وهي مملكة لا تمنع الإنسان العربي من أن يجد نفسه وحسب، وإنما تمنعه كذلك من أن يصنعها). للإطلاع على المقال كاملا: https://www.msf-online.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d9%8a%d9%88%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%88%d9%85%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%b2%d8%a7%d8%aa/
الإيديولوجيا، الحداثية، مرتكزات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع