ابن العزّة لا يبالي /بقلم بوعون العيد / العدوان على غزة
الأستاذ بوعون العيد | bouaoune laid
30/10/2023 القراءات: 731
كانت ليلة مقمرة هادئة تتراقص نجومها طربا ، وكانت السّماء صافية ، وكانت نسائمها تنساب عليلة تدغدغ القلوب ، والأجساد ، مفتشة في حنايا النفوس المتقدة ، والقلوب المتفئدة شوقا لرؤية غد مشرق ؛ تطلّ شمسه من وراء غيمة المقاومة تضيىء مسرى خاتم الأنبياء والمرسلين ، لكن بقدر ذاك الصّمت الرّهيب ، كان الخطب أشدّ مضاض ة ؛ حيث تحوّل الصّفاء إلى عُتمة وسواد ، والهدوء إلى دوي ، وصُراخ وعويل ، وانبعث صوت صفارات الإنذار في كل كلّ حدب وصوب ، وبات الكلّ في صخب وجلبة ، بين رائح وجاءٍ ، وماهي إلا لحظات حتّى تحوّلت المدينة إلى ركام ، وأنقاض ، وانتشرت رائحة الموت في كل مكان ؛ كيف لا والمصاب جليل والعزاء جميل ، والكل موقن أن الله سوف يديل ... وفي ردهة الأحداث وقف الصّبي من وراء جدار منهار ينظر النّيران ، وألسنة اللّهب تأخذ بتلابيب البيوت فجردتها من حلّتها وحوّلت بيضاها سو ادا ، تارة ينظر إلى ما تبقى من البيت ، وطورا يحدّق في النّار وهي تتقدم نحوه ؛ لكأنّه يخاطبها قائلا : أيّتها القذائق دُكي البيوت دكا ، وحوّليها ماڜئت ، فلن تدُكّي حزمي وعزمي ، وعزتي وكبريائي ، ... أيّها الدّخان القاتم أحجب كلّ جميل ، فلن تحجب حدود
بقلم بوعون العيد / العدوان على غزة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع