السكان _ مشكلات و قضايا


(الازدحام المروري في محافظة بغداد )

أ.د. لمياء أحمد محسن الخليفة | .Prof. Dr. Lamyaa Ahmed Mohsin Al-khaleefah


03/12/2019 القراءات: 5809   الملف المرفق


تحدث ظاهرة الازدحام المروري عندما يزيد معدل الطلب على الطريق او على المرفق الخاص بالنقل عن السعة المتاحة وهو يكون على نوعين اما روتيني اي يحدث في اوقات محددة و هي اوقات الذروة في الرحلات الذهاب او العودة من العمل او المؤسسات التعليمية و النوع الاخر هو الازدحام المفاجئ يحدث نتيجة اصطدام مروري اي في حالة وقوع حادث على الطريق. الهدف من هذه الورقة الى توضيح أبعاد ظاهرة الازدحام المروري في محافظة بغداد و التعريف بأهم أسبابهِ و نتائجهِ و الحلول المطروحة من قبل الجهات المعنية لاحتواء الاختناقات المرورية في المحافظة. المشكلة البحث مفادها:ما هو حجم الازدحام المروري في محافظة بغداد ؟ و ما هي اسبابه ؟ فرضية البحث هي أنّ الازدحام المروري في محافظة بغداد تعدى مصطلح المشكلة الى مصطلح أزمة لخطورة تداعياته  لأسباب تتعلق بالجوانب التخطيطية والسكانية والإدارية و السلوكية. منطقة الدراسة هي محافظة بغداد و لكن الظاهرة المدروسة تتضح أكثر في المناطق الحضرية دون الريفية حيث تتركز في مدينة بغداد و هي تتضح اكثر في المنطقة المركزية و التي تتصف بشدة الكثافة البشرية والسلعية والسيارات وعربات الدفع اليدوية وهي جميعا تتحرك على مساحة لا تزيد على 4.1 % من مساحة مدينة بغداد ، و تشكل مساحة مدينة بغداد نسبة(18.7%) من مجموع مساحة المحافظة البالغة 5170 كم2 اولاً : الازدحام المروري و الواقع الراهن لمحافظة بغداد يتركز الازدحام المروري في اغلب المناطق والشوارع الرئيسة سواء في اوقات الدوام الرسمي او حتى في ايام العطل والمناسبات ومن المتعارف عليه في دراسات النقل والمواصلات أن حركة المرور على الطرق والشوارع تتركز في ساعات الذروة (الصباحية والمسائية) تبدأ مع دوام الموظفين والعمال والطلاب وعند عودتهم يومياً ،إلا أن العاصمة بغداد تشهد ساعات ذروة متواصلة وغير محددة الأوقات بسبب اغلاق الطرق العشوائي ،إضافة إلى عمليات التفتيش في نقاط التفتيش ( السيطرات ) المنتشرة في كل طرق وشوارع العاصمة. إن الزيادة في حركة المرور في محافظة بغداد والتي صاحبتها مشكلات مختلفة هي المحصلة النهائية اعدة عوامل والتي يمكن تلخيصها كالاتي: • النمو السكاني المتزايد : بلغ معدل نمو سكان محافظة بغداد 2.1% بين عامي(2009-2017) حيث ارتفع حجم سكان محافظة بغداد من(6.702.538) الى(7.916.847) نسمة حسب تقديرات عام 2017 بكثافة سكانية بلغت 1.531 نسمة/كم2 • عدد المركبات المتزايد : حسب الاحصائيات المتوفرة ارتفع مجموع المركبات ذات الملكية الخاصة المسجلة في محافظة بغداد بين عامي( 2001-2014)من (1000000) الى(1.599.666) مركبة بنسبة بلغت 62.5% . • ضعف الطاقة الاستيعابية لشوارع بغداد: ان تنامي اعداد المركبات ليس ظاهرة سلبية فهي طبيعية لتنامي اعداد السكان ولتحسن المستوى المعيشي لهم، لكن عدم مواكبة الشوارع و تأهيلها لاستقبال هذا العدد هي الظاهرة السلبية ، فقد تم انجاز معظم الشوارع في السبعينيات من القرن الماضي وهي أصلاً مصممة لطاقة استيعابية محددة لا تتناسب والزيادة الحاصلة في عدد السكان سنوياً ، كانت اغلب المشاريع التطويرية الحاصلة تعاني من سوء بالتخطيط من حيث انتخاب الموقع ومستوى كفاءة الخدمة . وحسب تصريحات مجلس محافظة بغداد بلغ عدد المركبات التي تتحرك في شوارع بغداد عام 2017 نحو(10) مليون مركبة هذا يشكل ضغطاً هائلاً ، فنسبة 61% من الازدحام المروري يعود سببه الى عدم كفاية الطاقة الاستيعابية للطرق لعدم توفر شوارع خدمية الى جانب عدم وجود تحويلات كافية للمخارج إضافة الى عدم التوقيت السليم لأعمال الصيانة للشوارع الرئيسة. كثير من الشوارع تعاني مطبات وتخسفات وهي مسؤولة عن الازدحام بشكل كبير، حيث تشير الدراسات ان في حال استخدم السائق مكابح السيارة لمرة واحدة فهذا يسهم في ايقاف او تخفيف من سرعة 50 سيارة. و تشير الاحصائيات المرورية الى ان عدد المركبات الخاصة قد ارتفع الى اكثر من الضعف بعد عام 2003 لعدم وجود ضوابط لاستيراد المركبات و التي استُوردت بكميات هائلة و بالتالي انخفضت اسعارها فأصبحت ممكنة الشراء من قبل كل شرائح المجتمع ،تشكل المركبات ذات الملكية الخاصة نسبة 76% و نسبة 40% لسيارات الاجرة و نسبة 21% للحافلات الاهلية الصغيرة و نسبة 2% للحافلات الحكومية من مجموع وسائل النقل الموجودة في الشارع البغدادي. • انتشار نقاط التفتيش العشوائي : اعتماد خطة أمنية ترتكز على نشر نقاط تفتيش عسكرية عند مداخل المناطق ومخارجها وعلى الشوارع الرئيسة وعند الجسور مهمتها تفتيش المركبات المدنية ، فانتشرت شبكة كبيرة منها تصل إلى نحو 200 سيطرة أمنية تقطع معظم طرق العاصمة وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة. • الغلق العشوائي للطرق والشوارع : بلغ عدد الشوارع المقطوعة ببغداد 64 شارعا منها 37 شارعا بالرصافة و27شارعا في جانب الكرخ خلال شهر آب عام 2005 فقط ، والشوارع عموماً غير مصممة على وسائل النقل المتنوعة ، فيفترض ان يكون هناك طريق لسيارات الاسعاف وآخر للدراجات. • سلوكيات خاطئة :سلوك المواطن أحد اسباب أزمة الاختناقات المرورية، نتيجة السير في الاتجاه المعاكس وعدم الالتزام بقواعد المرور ثانياَ: (الازدحام المروري و التداعيات) 1- بطء حركة وانسيابية المواصلات 2- اختناقات الطرق وتكدس المركبات 3- طول المدة الزمنية للانتظار في الطرق وإشارات المرور و هدر الوقت بالانتظار بطوابير طويلة و التأخر عن العمل 4- زيادة الاستهلاك في وسائل المواصلات من حيث المحرِّك وقطع الغيار، فضلاً عن زيادة نسبة الفاقد المستهلك في الوقود والزيوت والشحوم، حيث ان الاختناقات المرورية في بغداد تتسبب في هدر مليار دولار سنويا من أموال المواطنين. ويقدر بـ 500 مليون دولار تصرف سنويا على أعطال السيارات الناتجة عن الازدحام و بالتالي تسجيل خسائر اقتصادية كبيرة يتحملها الاقتصاد الوطني .


الازدحام ، المروري ، محافظة ، بغداد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


<p>احسنتِ دكتورة لابد لي من القول بأن موضعكِ القيم تطرق إلى اكثر الاسباب التي تثير غضب الشارع العراقي واستياءهم من سوء الإدارة لأمانة بغداد والمحافظة ...تلك المشكلة شملت محافظات العراق الاخرى ايضاً&nbsp;</p> <p>نحن اليوم لانلاحظ اهتماماً او مشروعاً تنجزه اي من وزارات العمل أو التجارة أو النقل ..</p> <p>وكان هذه الوزارات لم توجد اصلاً</p> <p>زيادة أعداد السكان امرٌ طبيعي جداً في باقي المجتمعات الدولية إلا في العراق فهي "معضلة"!!</p> <p>لا يوجد اي تخطيط مسبق لمستقبل الأجيال لا يوجد تخطيط مستقبلي لبناء طرق أو مدارس أو جامعات أو مستشفيات بل كل البنايات الخدمية في المجتمع نجدها قد شيدت في القرن العشرين اي يتراوح في الفترة(1960- 1989) ليس كلها لكن معظمها .. بينما نرى في الدول النامية من تجاوز مرحلة بناء الحاضر والتوجه للتخطيط لعام (2030)!!!!</p> <p>بل إن الجهات المعنية والمؤسسات الحكومية يتخللها الفساد الاداري والمالي ..</p> <p>وشهدنا في الفترة الأخيرة سير المركبات على نظام "الزوجي والفردي" في اي عصر نعيش نحن ..؟؟!!</p> <p>اذا كان الازدحام المروري قد سبب هكذا خسائر اقتصادية ما بالنا في باقي الأزمات الأُخرى في التعليم ومسألة التعيينات و الصحة وووالخ ..</p> <p>&nbsp;</p> <p>وشكرًا دكتورة لطرحكم الراقي..&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>