للقارة الأفريقية نصيب كبير في عمليات حفظ السلام التي قامت بها الأمم المتحدة خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، بل إن إحدى دول القارة " الصومال شهدت أكبر عملية تدخل تقوم بها الأمم المتحدة، والواقع أن هذا الوضع يعود بالدرجة الأولى إلى أن انتهاء الحرب الباردة كان سببا ضمن عوامل أخرى عديدة ساهمت في تأجيج وتفاقم العديد من الصراعات الداخلية في الدول الأفريقية، علاوة على أن تلك الصراعات الأفريقية أفضت في بعض الحالات إلى وقوع مذابح مروعة أو مجاعة هائلة بصورة جعلت التدخل الدولي أمراً حتمياً، على الرغم من أن تلك الصراعات لم تصنف في الأغلب بوصفها تهديداً للأمن والسلم الدوليين.ولم يكن الاهتمام الدولي المكثف الذي نالته حالات الصراع الداخلي في أفريقيا عموماً وفي الصومال خصوصاً، عائداً فقط إلى التصعيد الدموي الذي شهدته تلك الصراعات. لكنه كان في نفس الوقت نتاجاً لرغبة الأمم المتحدة والعديد من القوى الدولية الفاعلة في اختبار عدد من الأفكار التي كانت قد تبلورت خلال الفترة المبكرة التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة بشأن آليات حفظ الأمن والسلم الدوليين.