تحاول هذه الورقة مناقشة سؤال مركزي هو: ما هي المطلوبات الضرورية والعاجلة لبناء دولة الجنوب الخارجة عن أطول حرب في أفريقيا؟ هذه الدولة المستقلة حديثا عن جمهورية السودان يمكن تصنيفها ضمن الدول الفاشلة. وترى الورقة أن عوامل فشل الدولة قد تكون داخلية أكثر من كونها نتاج تدخل خارجي ممنهج. تتبنى الورقة فكرة أن تتم عملية بناء دولة الجنوب الوليدة بدعم العمليات الداخلية والمؤسسات. وتلاحظ الورقة أن قادة دولة جنوب السودان قد وجدوا أنفسهم فجأة قادة لدولة تعاني الكثير جدا من النواقص وتفتقر للبنيات لتبدأ من الصفـر، حيث تفاجأوا بتحدٍ لم يكن مستعدين له. ولم يكن لهم خطط لبناء الدولة، وقد أضاعوا سنوات الفترة الانتقالية الست (2005 – 2011) في مشاكسات مع شريكهم في الحكم في الخرطوم - المؤتمر الوطني (حزب الحركة الإسلامية) وفق شراكة أقرتها اتفاقية نيفاشا (كينيا) للسلام الشامل في السودان (2005) التي منحت الجنوبيين حق تقرير المصير وفق استفتاء في نهاية الفترة الانتقالية والتي جاءت نتيجته لصالح الانفصال بنسبة تزيد عن الـ (98%)، فاستقل الجنوب في يوليو 2011. واجه قادة دولة الجنوب مشكلات كبيرة وكثيرة من بينها: (1) عدم وجود بنية تحتية (2) عدم وجود مؤسسات لتقوم عليها دولة (3) عدم وجود قوى عاملة ذات كفاءة (4) تفتقر للخبرات الفنية (5) عدم وجود دستور يحدد بناء النظام السياسي وتشكيل مؤسساته (6) أمية عالية (7) افتقار للوعي والثقافة السياسية مع انتماءات قبلية. (8) أحزاب سياسية متخلفة تعاني من مشكلات بنيـوية وندرة في الكوادر المؤهلة وافتقارها للمؤسساتية اللازمة للحزب السياسي. (9) فساد منتشر بدرجة عالية. (10) مجتمع منقسم عرقيا وقبليا. استعرضت الورقة الصراعات بين القادة السياسيين والصراعات القبلية. ولاحظت وجود عملية تسييس عالية للقبائل وقبلنة عميقة للسياسة. وتناولت الورقة القبائل الرئيسية المهيمنة على المشهد السياسي (الدينكا والنوير والشلك)، ونسبتهم للسكان. وحللت الورقة السلوك السياسي لقادة الجنوب والنخب من منظور علم النفس السياسي. وختمت الورقة ببعض التوصيات والاقتراحات لمعالجة أزمة الدولة في الجنوب وكيفية التغلب على عقبات بنائها على أسس سليمة.
الملخص الانجليزي
This paper is based on a central question that: what are the urgent pre-requisites for building a stable South Sudan state? This paper advocates the idea that states can be built by supporting internal processes and institutions; and the focus should be on nation-building rather than state building only. The paper argues that the leaders of the South Sudan state were taken by surprise as they found themselves suddenly leading a new state without being well-prepared for the task. They found themselves leading a country overwhelmed by the following problems: No infrastructure, no well-established institutions; no qualified labor force or adequate human resources; no technical know-how; no constitution to maintain a sustainable governance; With very low literacy; Lack of public awareness and political culture; Partly traditional and partly primitive society governed by traditional leaders, witch-doctors, and rainmakers; Corruption is rampant; Highly tribalized and ethnically-divided society, with no centralized political system. But, as a matter of strategic thinking, the elite of South Sudan should not focus only on state building, but on 'nation building'. The key for this is comprehensive development with much focus of education and building political culture – through political socialization, inculcation and dissemination of democratic values. It suggests that the elite of the South Sudan state should exert great efforts to eradicate tribalism or alleviate its impact on politics. Also to combat superstitions and other backward traditions that impedes development. This means, in broader sense, great efforts form modernization.
تاريخ النشر
02/06/2015
الناشر
جامعة بحري (السودان) بالتعاون مع Nordic African Institute (Sweden)
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2142