من محاسن ديننا الحنيف (دين الإسلام) أنه جاء لعمارة الدنيا وصلاحها، مع العمل للآخرة، فلم يقتصر ديننا على الجانب الروحي أو التعبدي ويهمل الجانب المادي الدنيوي، بل جاء بهما معاً، ولذا فإنك تجد في الإسلام نظام الحكم والسياسة، ونظام الاقتصاد والمال، ونظام البيئة والصحة، ونظام الاجتماع والأخلاق، وغير ذلك مما تصلح به أحوال الأفراد والأمم والمجتمعات، كل ذلك ضمن مبادئ عامة وأصول كليَّة، قال الله جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: ٨٩]، وقال سبحانه وتعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: ٣٨]، وقال جل وعلا: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ – ٤].
من أجل ذلك كان البحث في هذا الموضوع (الآثار الفقهية للأوبئة والأمراض) من الأهمية بمكان، لاسيما في أيامنا هذه، والتي يعصف فيها فيروس كورونا المستجد بالمجتمعات شرقاً وغرباً، وما أحدثه من فزع عند غالبية الناس، فبيان حكم الشرع فيما يتعلق بحياة الناس وعباداتهم في زمن الأوبئة والأمراض، وتبصيرهم بأمور دينهم، له أهمية كبيرة.
تاريخ النشر
25/08/2020
الناشر
جامعة المدينة العالمية ماليزيا، المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية المعاصرة والقضايا المستجدة، 25، 26 أغسطس 2020م