دور المؤسسات التعليمية في تعزيز ثقافة الشباب العربي
الدكتورة : فاطمة عيسى محمد | Dr.fatma Essa Mohammad
24/01/2022 القراءات: 3322
يعتبر التعليم الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة، ولاشك أن المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها تسعى جاهدة لتحقيق الجودة في التعليم للوصول إلى أرقى مستوى من الإتقان والتميز في خدماتها التعليمية ، وتبذل في سبيل ذلك العديد من الإمكانات المادية والبشرية ، كون الشباب طبعاً هم ثروة البلاد، وعليهم تنعقد الآمال.
ومع هذا الجهد والتخطيط له ، نلاحظ أن مخرجات التعليم قد لاتصل إلى المستوى المطلوب مقارنة بالجهد المبذول ، ويعود ذلك في نظري إلى الخلل في المنظومة التعليمية التي قد تفتقر إلى استكمال مقومات النجاح والتميزربما نتيجة الخلل في قياس مؤشرات الأداء والتقويم .
ولعل بروز التعليم الافتراضي الذي فرضته جائحة كورونا على العالم ، كشف لنا من خلال التعليم عن بعد ، ربما العديد من عوامل الخلل في العملية التعليمية بالرغم من الحلول الاستباقية التي وضعتها الدول من خلال بناء بنية تكنلوجية حديثة لم تعتدها بعض الدول ، إذ أصبحت المخرجات تقاس بالكم لا بالكيف ، نظراً ربما من أسبابها ضعف مهارات القيادة التربوية لدى الكثير من الإدارات التعليمية ، التي هي بحاجة إلى تكثيف برامج التدريب والتحفيز المستمر للحفاظ على أولوية التعليم النظيف كهدف وطني لكل دولة.
شكلت منظومة التعليم في الوطن العربي هاجساً لدى العديد من الدول رغبة في تحقيق هدف التنمية المستدامة في مجال التعليم ، فأصبحت تتنافس في تقديم أرقى أنواع التعليم لكنه في بعض البلدان العربية هو تعليم مستورد أو فلنقل التعليم المعلب ان صح التعبير ، رغبة منها في مقاومة التهميش والانعزال عن العالم فبات لزاماً عليها أن تواكب التطور العالمي في التعليم لتلحق بالركب الذي أفرز ثقافة غريبة على المجتمعات العربية والإسلامية ، وفي ظل انتشار هذه الثقافات اندثرت الكثير من القيم في نفوس شبابنا، لذلك أصبحنا نبحث الآن عن بدائل في أنظمتنا التعليمية تعيد لنا أمجادنا العربية وقيمنا الإسلامية ، ولغتنا العربية التي بدأت بالاضمحلال عند شبابنا والأجيال القادمة.
وبرغم الصعوبات سعت بعض الدول العربية إلى القفز خطوات عديدة لتتقدم الركب وتحقق التميز والجودة وتصل إلى المراكز الأولى إقليمياً وعالميا .
وهذا يدعونا إلي النظر إلى ضرورة تكامل الأدوار المجتمعية مع مؤسسات التعليم للوصول إلى تعزيز التنمية البشرية في قطاع التعليم الذي لا يمكن الوصول إليه بدون تضافر الجهود و المساهمة في إعداد جيل من الباحثين، والعلماء، والمبدعين العرب في شتى العلوم للتصدي لمعوقات التنمية في العالم العربي، فنحن نمتلك طاقات إبداعية شبابية مندثرة تحتاج من يبرزها ويحتويها .
نخرج من هذه الورقة ببعض التوصيات :
• تبني استراتيجية تعليمية واضحة المعالم ترتكز على مبادئ الجودة الشاملة لرفع كفاءة الكوادر الشبابية لتتمكن من تحقيق التنمية المستدامة في سوق العمل .
• التركيز على التعليم المهني التطبيقي وتطبيق معايير الاعتماد المؤسسي لتحقيق مخرجات قوية.
• الاستمرار في تدريب الكفاءات الشبابية وتأهيلها بعد انهاء التعليم الأكاديمي ومتابعتها لضمان تحقيق الجودة وتلاشي البطالة بين الكفاءات العربية.
• احتواء العقول العربية منعاً للحد من هجرتها إلي مواطن غير عربية تحتضنها.
• حماية الشباب من تداعيات البطالة والمشكلات الاجتماعية بتوفير الفرص في القطاع الخاص بدل هيمنة الأجانب عليها في الوطن العربي.
• نفض الغبار عن قيمنا التي هوت من نفوس شبابنا في معترك البحث عن موقع من العالمية بالتقليد تارة والتشبه تارة أخرى، لذا علينا إيجاد البدائل التي تعيد لنا قيمنا وتغرسها في نفوس الأجيال لتحقيق التنمية المستدامة وحماية الشباب.
والسلام عليكم ورحمة الله
د.فاطمة عيسى
التعليم،التميز، المبدعين،الشباب،الافتراضي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
دور المؤسسات التعليمية في تشجيع ثقافة الشباب العربي على القراءة والاطلاع ، فإنها من اعظم الملكات الانسانية..... رائع وهام ومع اطيب تهانينا بالتوفيق.
كل الشكر د.نسرين بارك الله فيك